موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الماعون: [الآية 6]

سورة الماعون
ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ ﴿6﴾

تفسير الجلالين:

«الذين هم يراءون» في الصلاة وغيرها.

تفسير الشيخ محي الدين:

الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6)

فهم في بواطنهم على خلاف ما يبدو للناس ، فعلم اللّه ذلك منهم ، ومن الأمراض الفعلية ترك العمل من أجل الناس ، وهو الرياء عند الجماعة ، وأما العمل من أجل الناس فذلك شرك ، ما هو رياء عند السادة من أهل اللّه ، ودواؤه (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) وما أشبه هذه الآية .

[سورة الماعون (107) : آية 7]

وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)

(108) سورة الكوثر مكيّة

------------

(6) الفتوحات ج 2 / 535 ، 315

تفسير ابن كثير:

وقال هاهنا : ( الذين هم يراءون )

وقال الطبراني : حدثنا يحيى بن عبد الله بن عبدويه البغدادي ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن يونس ، عن الحسن ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة ، أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد : لحامل كتاب الله ، وللمصدق في غير ذات الله ، وللحاج إلى بيت الله ، وللخارج في سبيل الله " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة قال : كنا جلوسا عند أبي عبيدة فذكروا الرياء ، فقال رجل يكنى بأبي يزيد : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمع الناس بعمله ، سمع الله به سامع خلقه ، وحقره وصغره " .

ورواه أيضا عن غندر ، ويحيى القطان ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن رجل ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره .

ومما يتعلق بقوله تعالى : ( الذين هم يراءون ) أن من عمل عملا لله فاطلع عليه الناس ، فأعجبه ذلك ، أن هذا لا يعد رياء ، والدليل على ذلك ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده : حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا مخلد بن يزيد ، حدثنا سعيد بن بشير ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : كنت أصلي ، فدخل علي رجل ، فأعجبني ذلك ، فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " كتب لك أجران : أجر السر ، وأجر العلانية " .

قال أبو علي هارون بن معروف : بلغني أن ابن المبارك قال : نعم الحديث للمرائين .

وهذا حديث غريب من هذا الوجه وسعيد بن بشير متوسط ، وروايته عن الأعمش عزيزة ، وقد رواه غيره عنه .

قال أبو يعلى أيضا : حدثنا محمد بن المثنى بن موسى ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو سنان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رجل : يا رسول الله ، الرجل يعمل العمل يسره ، فإذا اطلع عليه أعجبه . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " له أجران : أجر السر وأجر العلانية " .

وقد رواه الترمذي ، عن محمد بن المثنى . وابن ماجه ، عن بندار ، كلاهما عن أبي داود الطيالسي ، عن أبي سنان الشيباني - واسمه : ضرار بن مرة . ثم قال الترمذي : غريب ، وقد رواه الأعمش وغيره . عن حبيب عن [ النبي صلى الله عليه وسلم ] مرسلا .

وقد قال أبو جعفر بن جرير : حدثني أبو كريب ، حدثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان النحوي ، عن جابر الجعفي ، حدثني رجل ، عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : " الله أكبر ، هذا خير لكم من أن لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا ، هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته ، وإن تركها لم يخف ربه " .

فيه جابر الجعفي ، وهو ضعيف ، وشيخه مبهم لم يسم ، والله أعلم .

وقال ابن جرير أيضا : حدثني زكريا بن أبان المصري ، حدثنا عمرو بن طارق ، حدثنا عكرمة بن إبراهيم ، حدثني عبد الملك بن عمير ، عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : " هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها " .

وتأخير الصلاة عن وقتها يحتمل تركها بالكلية ، أو صلاتها بعد وقتها شرعا ، أو تأخيرها عن أول الوقت [ سهوا حتى ضاع ] الوقت .

وكذا رواه الحافظ أبو يعلى ، عن شيبان بن فروخ ، عن عكرمة بن إبراهيم به . ثم رواه عن أبي الربيع ، عن جابر ، عن عاصم ، عن مصعب ، عن أبيه موقوفا ، وهذا أصح إسنادا ، وقد ضعف البيهقي رفعه ، وصحح وقفه ، وكذلك الحاكم .


تفسير الطبري :

فيه ست مسائل: الأولى: قوله تعالى {أرأيت الذي يكذب بالدين} أي بالجزاء والحساب في الآخرة؛ وقد تقدم في [الفاتحة ]. و{أرأيت} بإثبات الهمزة الثانية؛ إذ لا يقال في أرأيت : ريت، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفا؛ ذكره الزجاج. وفي الكلام حذف؛ والمعنى : أرأيت الذي يكذب بالدين : أمصيب هو أم مخطئ. واختلف فيمن نزل هذا فيه؛ فذكر أبو صالح عن ابن عباس قال : نزلت في العاص بن وائل السهمي؛ وقاله الكلبي ومقاتل. وروى الضحاك عنه قال : نزلت في رجل من المنافقين. وقال السدي : نزلت في الوليد بن المغيرة. وقيل في أبي جهل. الضحاك : في عمرو بن عائذ. قال ابن جريج : نزلت في أبي سفيان، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا، فطلب منه يتيم شيئا، فقرعه بعصاه؛ فأنزل الله هذه السورة. و{يدع} أي يدفع، كما قال {يدعون إلى نار جهنم دعا} [الطور : 13] وقد تقدم. وقال الضحاك عن ابن عباس {فذلك الذي يدع اليتيم} أي يدفعه عن حقه. قتادة : يقهره ويظلمه. والمعنى متقارب. وقد تقدم في سورة [النساء] أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصغار، ويقولون : إنما يحوز المال من يطعن بالسنان، ويضرب بالحسام. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من ضم يتيما من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة). وقد مضى هذا المعنى في غير موضع. الثانية: قوله تعالى‏ {‏ولا يحض على طعام المسكين‏}‏ أي لا يأمر به، من أجل بخله وتكذيبه بالجزاء‏.‏ وهو مثل قوله تعالى في سورة [الحاقة‏] {‏ولا يحض على طعام المسكين‏} [‏الحاقة‏:‏ 34‏]‏ وقد تقدم‏.‏ وليس الذم عاما حتى يتناول من تركه عجزا، ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون لأنفسهم، ويقولون‏ {‏أنطعم من لو يشاء الله أطعمه‏} [‏يس‏:‏ 47‏]‏، فنزلت هذه الآية فيهم، وتوجه الذم إليهم‏.‏ فيكون معنى الكلام‏:‏ لا يفعلونه إن قدروا، ولا يحثون عليه إن عسروا‏.‏ الثالثة: قوله تعالى‏ {‏فويل للمصلين‏}‏ أي عذاب لهم‏.‏ وقد تقدم في غير موضع‏.‏ ‏{‏الذين هم عن صلاتهم ساهون‏}‏ فروى الضحاك عن ابن عباس قال هو المصلي الذي إن صلى لم يرج لها ثوابا، وإن تركها لم يخش عليها عقابا‏.‏ وعنه أيضا‏:‏ الذين يؤخرونها عن أوقاتها‏.‏ وكذا روى المغيرة عن إبراهيم، قال‏:‏ ساهون بإضاعة الوقت‏.‏ وعن أبي العالية‏:‏ لا يصلونها لمواقيتها، ولا يتمون ركوعها ولا سجودها‏.‏ قلت‏:‏ ويدل على هذا قوله تعالى‏ {‏فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة‏} [‏مريم‏:‏ 59‏]‏ حسب ما تقدم بيانه في سورة [مريم] عليها السلام‏.‏ وروي عن إبراهيم أيضا‏:‏ أنه الذي إذا سجد قام برأسه هكذا ملتفتا‏.‏ وقال قطرب‏:‏ هو ألا يقرأ ولا يذكر الله‏.‏ وفي قراءة عبدالله "‏الذين هم عن صلاتهم لاهون‏"‏‏.‏ وقال سعد بن أبي وقاص‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏ {‏فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون‏}‏ - قال - ‏:‏ ‏(‏الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، تهاونا بها‏)‏‏.‏ وعن ابن عباس أيضا‏:‏ هم المنافقون يتركون الصلاة سرا، يصلونها علانية ‏{‏وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى‏} [‏النساء‏:‏ 142‏]‏ ‏.‏‏.‏ الآية‏.‏ ويدل على أنها في المنافقين قوله‏ {‏الذين هم يراؤون‏}‏، وقال ابن وهب عن مالك‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ ولو قال في صلاتهم ساهون لكانت في المؤمنين . وقال عطاء‏:‏ الحمد لله الذي قال ‏{‏عن صلاتهم‏ }‏ ولم يقل في صلاتهم‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ فإن قلت‏:‏ أي فرق بين قوله‏ {‏عن صلاتهم‏}‏، وبين قولك‏:‏ في صلاتهم‏؟‏ قلت‏:‏ معنى ‏{‏عن‏}‏ أنهم ساهون عنها سهو ترك لها، وقلة التفات إليها، وذلك فعل المنافقين، أو الفسقة الشطار من المسلمين‏.‏ ومعنى ‏{‏في‏}‏ أن السهو يعتريهم فيها، بوسوسة شيطان، أو حديث نفس، وذلك لا يكاد يخلو منه مسلم‏.‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع له السهو في صلاته، فضلا عن غيره؛ ومن ثم أثبت الفقهاء باب سجود السهو في كتبهم‏.‏ قال ابن العربي‏:‏ لأن السلامة من السهو محال، وقد سها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته والصحابة‏:‏ وكل من لا يسهو في صلاته، فذلك رجل لا يتدبرها، ولا يعقل قراءتها، وإنما همه في أعدادها؛ وهذا رجل يأكل القشور، ويرمي اللب‏.‏ وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسهو في صلاته إلا لفكرته في أعظم منها؛ اللهم إلا أنه قد يسهو في صلاته من يقبل على وسواس الشيطان إذا قال له‏:‏ اذكر كذا، اذكر كذا؛ لما لم يكن يذكر، حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى‏.‏ الرابعة: قوله تعالى‏ {‏الذين هم يراءون‏}‏ أي يري الناس أنه يصلي طاعة وهو يصلي تقية؛ كالفاسق، يرى أنه يصلي عبادة وهو يصلي ليقال‏:‏ إنه يصلي‏.‏ وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادة، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس‏.‏ وأولها تحسين السمت؛ وهو من أجزاء النبوة، ويريد بذلك الجاه والثناء‏.‏ وثانيها‏:‏ الرياء بالثياب القصار والخشنة؛ ليأخذ بذلك هيئة الزهد في الدنيا‏.‏ وثالثها‏:‏ الرياء بالقول، بإظهار التسخط على أهل الدنيا؛ وإظهار الوعظ والتأسف على ما يفوت من الخير والطاعة‏.‏ ورابعها‏:‏ الرياء بإظهار الصلاة والصدقة، أو بتحسين الصلاة لأجل رؤية الناس؛ وذلك يطول، وهذا دليله؛ قاله ابن العربي‏.‏ قلت‏:‏ قد تقدم في سورة [النساء وهود وآخر الكهف ] القول في الرياء وأحكامه وحقيقته بما فيه كفاية‏.‏ والحمد لله‏.‏ الخامسة: ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح إن كان فريضة؛ فمن حق الفرائض الإعلان بها وتشهيرها، لقوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏ولا غمة في فرائض الله‏)‏ لأنها أعلام الإسلام، وشعائر الدين، ولأن تاركها يستحق الذم والمقت؛ فوجب إماطة التهمة بالإظهار، وإن كان تطوعا فحقه أن يخفي؛ لأنه لا يلام تركه ولا تهمة فيه، فإن أظهره قاصدا للاقتداء به كان جميلا‏.‏ وإنما الرياء أن يقصد بالإظهار أن تراه الأعين، فتثني عليه بالصلاح‏.‏ وعن بعضهم أنه رأى رجلا في المسجد قد سجد سجدة الشكر فأطالها؛ فقال‏:‏ ما أحسن هذا لو كان في بيتك‏.‏ وإنما قال هذا لأنه توسم فيه الرياء والسمعة‏.‏ وقد مضى هذا المعنى في سورة [البقرة‏]‏ عند قوله تعالى‏ {‏إن تبدوا الصدقات‏} [‏البقرة‏:‏ 271‏]‏، وفي غير موضع‏.‏ والحمد لله على ذلك‏.‏ السادسة: قوله تعالى‏ {‏ويمنعون الماعون‏}‏ فيه اثنا عشر قولا‏:‏ الأول‏:‏ أنه زكاة أموالهم‏.‏ كذا روى الضحاك عن ابن عباس‏.‏ وروى عن علي رضي الله عنه مثل ذلك، وقاله مالك‏.‏ والمراد به المنافق يمنعها‏.‏ وقد روى أبو بكر بن عبدالعزيز عن مالك قال‏:‏ بلغني أن قوله الله تعالى‏ {‏فويل للمصلين‏.‏ الذين هم على صلاتهم ساهون‏.‏ الذين هم يراءون‏.‏ ويمنعون الماعون‏}‏ قال‏:‏ إن المنافق إذا صلى صلى رياءً، وإن فاتته لم يندم عليها، ‏{‏ويمنعون الماعون‏}‏ الزكاة التي فرض الله عليهم‏.‏ قال زيد بن أسلم‏:‏ لو خفيت لهم الصلاة كما خفيت لهم الزكاة ما صلوا‏.‏ القول الثاني‏:‏ أن ‏{‏الماعون‏}‏ المال، بلسان قريش؛ قاله ابن شهاب وسعيد بن المسيب‏.‏ وقول ثالث‏:‏ أنه اسم جامع لمنافع البيت كالفأس والقدر والنار وما أشبه ذلك؛ قاله ابن مسعود، وروي عن ابن عباس أيضا‏.‏ قال الأعشى‏:‏ بأجود منه بماعونه ** إذا ما سماؤهم لم تغم الرابع‏:‏ ذكر الزجاج وأبو عبيد والمبرد أن الماعون في الجاهلية كل ما فيه منفعة، حتى الفأس والقدر والدلو والقداحة، وكل ما فيه منفعة من قليل وكثير؛ وأنشدوا بيت الأعشى‏.‏ قالوا‏:‏ والماعون في الإسلام‏:‏ الطاعة والزكاة؛ وأنشدوا قول الراعي‏:‏ أخليفة الرحمن إنا معشر ** حنفاء نسجد بكرة وأصيلا عرب نرى لله من أموالنا ** حق الزكاة منزلا تنزيلا قوم على الإسلام لما يمنعوا ** ماعونهم ويضيعوا التهليلا يعني الزكاة‏.‏ الخامس‏:‏ أنه العارية؛ وروي عن ابن عباس أيضا‏.‏ السادس‏:‏ أنه المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم؛ قاله محمد بن كعب والكلبي‏.‏ السابع‏:‏ أنه الماء والكلأ‏.‏ الثامن‏:‏ الماء وحده‏.‏ قال الفراء‏:‏ سمعت بعض العرب يقول‏:‏ الماعون‏:‏ الماء؛ وأنشدني فيه‏:‏ يمج صبيره الماعون صبا ** الصبير‏:‏ السحاب‏.‏ التاسع‏:‏ أنه منع الحق؛ قاله عبدالله بن عمر‏.‏ العاشر‏:‏ أنه المستغل من منافع الأموال؛ مأخوذ من المعن وهو القليل؛ حكاه الطبري ابن عباس‏.‏ قال قطرب‏:‏ أصل الماعون من القلة‏.‏ والمعن‏:‏ الشيء القليل؛ تقول العرب‏:‏ ما له سعنة ولا معنة؛ أي شيء قليل‏.‏ فسمى الله تعالى الزكاة والصدقة ونحوهما من المعروف، ماعونا؛ لأنه قليل من كثير‏.‏ ومن الناس من قال‏:‏ الماعون‏:‏ أصله معونة، والألف عوض من الهاء؛ حكاه الجوهري‏.‏ ابن العربي‏:‏ الماعون‏:‏ مفعول من أعان يعين، والعون‏:‏ هو الإمداد بالقوة والآلات والأسباب الميسرة للأمر‏.‏ الحادي عشر‏:‏ أنه الطاعة والانقياد‏.‏ حكى الأخفش عن أم أعرابي فصيح‏:‏ لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعا تعطيك الماعون؛ أي تنقاد لك وتعطيك‏.‏ قال الراجز‏:‏ متى تصادفهن في البرين ** يخضعن أو يعطين بالماعون وقيل‏:‏ هو ما لا يحل منعه، كالماء والملح والنار؛ لأن عائشة رضوان الله عليها قالت‏:‏ قلت يا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الماء والنار والملح‏)‏ قلت‏:‏ يا رسول الله هذا الماء، فما بال النار والملح‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏يا عائشة من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما طبخ بتلك النار، ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب به ذلك الملح، ومن سقى شربة من الماء حيث يوجد الماء، فكأنما أعتق ستين نسمة‏.‏ ومن سقى شربة من الماء حيث لا يوجد، فكأنما أحيا نفسا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا‏)‏‏.‏ ذكره الثعلبي في تفسيره، وخرجه ابن ماجه في سننه‏.‏ وفي إسناده لين؛ وهو القول الثاني عشر‏.‏ الماوردي‏:‏ ويحتمل أنه المعونة بما خف فعله وقد ثقله الله‏.‏ والله أعلم‏.‏ وقيل لعكرمة مولى ابن عباس‏:‏ من منع شيئا من المتاع كان له الويل‏؟‏ فقال‏:‏ لا، ولكن من جمع ثلاثتهن فله الويل؛ يعني‏:‏ ترك الصلاة، والرياء، والبخل بالماعون‏.‏ قلت‏:‏ كونها في المنافقين أشبه، وبهم أخلق؛ لأنهم جمعوا الأوصاف الثلاثة‏:‏ ترك الصلاة، والرياء، والبخل بالمال؛ قال الله تعالى‏ {‏وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا‏} [‏النساء‏:‏ 142‏]‏، وقال‏ {‏ولا ينفقون إلا وهم كارهون‏}‏‏.‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 54‏]‏‏.‏ وهذه أحوالهم ويبعد أن توجد من مسلم محقق، وإن وجد بعضها فيلحقه جزء من التوبيخ، وذلك في منع الماعون إذا تعين؛ كالصلاة إذا تركها‏.‏ والله أعلم‏.‏ إنما يكون منعا قبيحا في المروءة في غير حال الضرورة‏.‏ والله أعلم‏.

التفسير الميسّر:

الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس.

تفسير السعدي

ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة، فقال: { الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ } أي يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس.


تفسير البغوي

قال ابن عباس : هم المنافقون يتركون الصلاة إذا غابوا عن الناس ، ويصلونها في العلانية إذا حضروا لقوله تعالى : ( الذين هم يراءون )

وقال في وصف المنافقين : " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس " ( النساء - 142 ) .

وقال قتادة : ساه عنها لا يبالي صلى أم لم يصل .

وقيل : لا يرجون لها ثوابا إن صلوا ولا يخافون عقابا إن تركوا .

وقال مجاهد : غافلون عنها يتهاونون بها .

وقال الحسن : هو الذي إن صلاها صلاها رياء ، وإن فاتته لم يندم .

وقال أبو العالية : لا يصلونها لمواقيتها ولا يتمون ركوعها وسجودها .


الإعراب:

(الَّذِينَ) بدل من الذين السابقة (هُمْ) مبتدأ (يُراؤُنَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية صلة.

---

Traslation and Transliteration:

Allatheena hum yuraoona

بيانات السورة

اسم السورة سورة الماعون (Al-Ma'un - The Small Kindesses)
ترتيبها 107
عدد آياتها 7
عدد كلماتها 25
عدد حروفها 112
معنى اسمها (الْمَاعُونُ): اسْمٌ جَامِعٌ لِمَنَافِعِ الْبَيْتِ كَالقِدْرِ وَالْفَأْسِ وَنَحْوِهِمَا
سبب تسميتها انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ مُفْرَدَةِ (الْمَاعُونِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْمَاعُونِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ﴾، وَسُورَةَ (الدِّينِ)، وَسُورَةَ (الْيَتِيمِ)
مقاصدها التَّحْذِيرُ مِنَ الْأَخْلَاقِ السَّيئَةِ
أسباب نزولها سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا
فضلها لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَوْ أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ قِصَارِ المُفَصَّلِ
مناسبتها مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الماعُوْنِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (قُرَيْشِ):تَحَدَّثَتِ (الْمَاعُونُ) عَنْ بُخْلِ الْمُشْرِكِينَ وَأَخْلَاقِهِمْ، مُقَابِلَ كَرَمِ اللهِ فِي سُورَةِ (قُرَيشٍ)
اختر الًجزء:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
اختر السورة:
1 - ﴿الفاتحة﴾
2 - ﴿البقرة﴾
3 - ﴿آل عمران﴾
4 - ﴿النساء﴾
5 - ﴿المائدة﴾
6 - ﴿الأنعام﴾
7 - ﴿الأعراف﴾
8 - ﴿الأنفال﴾
9 - ﴿التوبة﴾
10 - ﴿يونس﴾
11 - ﴿هود﴾
12 - ﴿يوسف﴾
13 - ﴿الرعد﴾
14 - ﴿إبراهيم﴾
15 - ﴿الحجر﴾
16 - ﴿النحل﴾
17 - ﴿الإسراء﴾
18 - ﴿الكهف﴾
19 - ﴿مريم﴾
20 - ﴿طه﴾
21 - ﴿الأنبياء﴾
22 - ﴿الحج﴾
23 - ﴿المؤمنون﴾
24 - ﴿النور﴾
25 - ﴿الفرقان﴾
26 - ﴿الشعراء﴾
27 - ﴿النمل﴾
28 - ﴿القصص﴾
29 - ﴿العنكبوت﴾
30 - ﴿الروم﴾
31 - ﴿لقمان﴾
32 - ﴿السجدة﴾
33 - ﴿الأحزاب﴾
34 - ﴿سبأ﴾
35 - ﴿فاطر﴾
36 - ﴿يس﴾
37 - ﴿الصافات﴾
38 - ﴿ص﴾
39 - ﴿الزمر﴾
40 - ﴿غافر﴾
41 - ﴿فصلت﴾
42 - ﴿الشورى﴾
43 - ﴿الزخرف﴾
44 - ﴿الدخان﴾
45 - ﴿الجاثية﴾
46 - ﴿الأحقاف﴾
47 - ﴿محمد﴾
48 - ﴿الفتح﴾
49 - ﴿الحجرات﴾
50 - ﴿ق﴾
51 - ﴿الذاريات﴾
52 - ﴿الطور﴾
53 - ﴿النجم﴾
54 - ﴿القمر﴾
55 - ﴿الرحمن﴾
56 - ﴿الواقعة﴾
57 - ﴿الحديد﴾
58 - ﴿المجادلة﴾
59 - ﴿الحشر﴾
60 - ﴿الممتحنة﴾
61 - ﴿الصف﴾
62 - ﴿الجمعة﴾
63 - ﴿المنافقون﴾
64 - ﴿التغابن﴾
65 - ﴿الطلاق﴾
66 - ﴿التحريم﴾
67 - ﴿الملك﴾
68 - ﴿القلم﴾
69 - ﴿الحاقة﴾
70 - ﴿المعارج﴾
71 - ﴿نوح﴾
72 - ﴿الجن﴾
73 - ﴿المزمل﴾
74 - ﴿المدثر﴾
75 - ﴿القيامة﴾
76 - ﴿الإنسان﴾
77 - ﴿المرسلات﴾
78 - ﴿النبأ﴾
79 - ﴿النازعات﴾
80 - ﴿عبس﴾
81 - ﴿التكوير﴾
82 - ﴿الانفطار﴾
83 - ﴿المطففين﴾
84 - ﴿الانشقاق﴾
85 - ﴿البروج﴾
86 - ﴿الطارق﴾
87 - ﴿الأعلى﴾
88 - ﴿الغاشية﴾
89 - ﴿الفجر﴾
90 - ﴿البلد﴾
91 - ﴿الشمس﴾
92 - ﴿الليل﴾
93 - ﴿الضحى﴾
94 - ﴿الشرح﴾
95 - ﴿التين﴾
96 - ﴿العلق﴾
97 - ﴿القدر﴾
98 - ﴿البينة﴾
99 - ﴿الزلزلة﴾
100 - ﴿العاديات﴾
101 - ﴿القارعة﴾
102 - ﴿التكاثر﴾
103 - ﴿العصر﴾
104 - ﴿الهمزة﴾
105 - ﴿الفيل﴾
106 - ﴿قريش﴾
107 - ﴿الماعون﴾
108 - ﴿الكوثر﴾
109 - ﴿الكافرون﴾
110 - ﴿النصر﴾
111 - ﴿المسد﴾
112 - ﴿الإخلاص﴾
113 - ﴿الفلق﴾
114 - ﴿الناس﴾
اختر الًصفحة:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!