موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أنه وصل إلى "سلا" قادما من الأندلس عن طريق البحر، ثم ذهب منها إلى مراكش وفاس وغيرها كما سنرى. ليس هناك أية إشارة مباشرة وصريحة في كتب ابن العربي لهذا الافتراض خاصة وأننا نجده دائما يفضّل السفر عن طريق البرّ بدلاً من البحر عملاً بالنصيحة التي يستشفّها من القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في سورة يونس: ((هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ... [22]))، فيقول ابن العربي: "ابدأ بما بدأ الله به"،[1] ولكنّ ذلك لا يعني أنه لا يجوز السفر في البحر أو أنّ الشيخ محي الدين لن يقوم بذلك، بل في الحقيقة فإن من المؤكد أن الشيخ محي الدين قد سافر فعلا في البحر، سفرا طويلا غير الذي كان يقوم به كلما عبر المضيق.

يقول الشيخ محي الدين في الباب السابع والستين وثلاثمائة حين كان يتحدّث عن قوة الريح أنه رأى ذلك ذوقاً من نفسه حين جرت بهم الريح الشديد من ضحى اليوم إلى غروب الشمس مسيرة عشرين يوماً رغم أن الموج كان كالجبال، "فكيف لو كان البحر فارغاً والرّيح من ورائنا كنّا نقطع أكثر من ذلك، ولكن أراد الله أن يرينا آيات كل صبّارٍ شكور".[2]


رحلته إلى المشرق

(روطة-سلا-أبجيسل-مراكش-فاس-سبتة-فاس-تلمسان-بجاية-تونس-الاسكندرية-القاهرة-الخليل-القدس-المدينة-مكة)

من حيث المبدأ هناك احتمالان اثنان لمثل هذه الرحلة: أن تكون في البحر المحيط (بحر الظلمات وهو الذي يسمى الآن بالمحيط الأطلسي) من الأندلس إلى سلا، أو أن تكون في البحر المتوسّط من تونس إلى الإسكندرية مثلاً؛ فإننا لا نملك أي دليل أيضاً عن كيفية انتقال الشيخ محي الدين في هذا المسار أثناء رحلته إلى المشرق. ولكن الطريق من تونس إلى مصر برّا يحتاج أكثر من عشرين يوما، بخلاف الرحلة من الأندلس (شريش أو روطة مثلا) إلى سلا الذي يحتاج تقريباً إلى عشرين يوماً.

فإذاً يبدو الاحتمال منطقياً أن الشيخ محي الدين قد سافر من جنوب غرب الأندلس إلى غرب المغرب عن طريق بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) والذي يكون موجه عادة أعلى من موج بحر الروم (البحر المتوسّط). ثم إنّ وصف الشيخ محي الدين أن السفر الذي ذكره لم يكن باتجاه الريح يوحي على



[1] الفتوحات المكية: ج1ص562.

[2] الفتوحات المكية: ج3ص344.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!