المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
![]() |
![]() |
استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك دليل على عدم صدقك فى عبوديتك.
اسْتِشْرَافُكَ أَنْ يَعْلَمَ الْخَلْقُ بِخُصُوصِيَّتِكَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ صِدْقِكَ فِى عُبُودِيَّتِكَ.
أي تطلعك - أيها المريد - وميلك إلى أن يعلم الخلق بخصوصيتك التي خصك الله بها من الأعمال الصالحة ونحوها دليل على عدم صدقك في عبوديتك لأن صدق العبودية طرح الأغيار اكتفاء بعلم العزيز الغفار .
قال بعض العارفين: من أحب أن يطلع الناس على عمله فهو مراء ومن أحب أن يطلع الناس على حاله فهو كذاب . فعلى العبد إخفاء حاله جهده وأن يبلغ في كتمانه أقصى ما عنده . وهذه بالنسبة للمريدين فإن مبنى أمرهم في بدايتهم على الفرار من الخلق والانفراد بشهود الملك الحق وإخفاء الأعمال وكتمان الأحوال تحقيقاً لسلامة قلوبهم وحبا في إخلاصهم لمعبودهم . وأما إذا تمكن اليقين وأيدوا بالرسوخ والتمكين وتحققوا بحقيقة الفناء وردوا إلى وجود البقاء فلا بأس بإظهار الأعمال ومحاسن الأحوال للاهتداء بهديهم والاقتداء بفعلهم .
ثم بين الصدق مع الله في العبودية بقوله:.
![]() |
![]() |