اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[علماء بالله بالفطرة]


وأما علوم الملائكة وما عدا النفوس الناطقة المدبرة لهذه الهياكل الإنسانية والهياكل الإنسانية فكلهم علماء بالله بالفطرة لا عن تفكر ولا استدلال ولهذا تشهد الجلود من هذه النشأة والأسماع والأبصار والأيدي والأرجل وجميع الجوارح على مدبرها بما أمرها به من التعدي لحدود ربه وما شهادتها إلا إخبار بما جرى فيها من أفعال الله لأنها لا تعرف تعدى الحدود ولا العصيان فيكون ذلك التعريف بتعيين هذه الأفعال شهادة على النفوس المصرفة لها في تلك الأفعال فإن كل ما سوى هذه النفوس المشهود عليها ما تعلم إلا التسبيح بحمد ربها لا غير ذلك لما تجده في فطرتها وما في العلوم أصعب تصورا من هذا العلم لطهارة النفوس الناطقة بحكم الأصل ولطهارة الأجسام وقواها بما فطرت عليه ثم باجتماع النفس والجسم حدث الإنسان وتعلق التكليف وظهرت الطاعات والمخالفات فالنفوس الناطقة لا حظ لها في المخالفة لعينها والنفوس الحيوانية تجري بحكم طبعها في الأشياء ليس عليها تكليف والجوارح ناطقة بحمد الله مسبحة له تعالى فمن المخالف والعاصي المتوجه عليه الذم والعقوبة فإن كان قد حدث بالمجموع للجمعية القائمة بالإنسان أمر آخر كما حدث له اسم الإنسان فهو المذ