موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 144 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 144 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


فإنما الشرع سبيل الهدى *** عليه ععوّل غيره لا ترد1
من يعرف المعنى الذي صغته *** من نظمنا هذا هو المقتصد
فإنه الأفضل في حكمنا *** يجري على حكمته لم يزد
يدور بالحكمة دولابه *** فماؤه يسقي جميع البلد
لذا أتى في وسط ذكره *** والوسط الأفضل في المعتقد
به أتى القرآن في فضلنا *** وهو لمن يطلب أقوى سند
فمن يقل سكن لنا صاده *** أقل له هذا وهذا ورد

وقال أيضا في كلمة حقيقية إلهية خلقية من روح الملائكة:

إن الغنى للّه منا كما *** منه أنا الفقر الذي يعرف
إذ قد تسمى اللّه في خلقه *** بما سمعتم وهو المنصف
فكلّ من يسأل عن حاله *** فإنه هو إن تكن تنصف

وقال أيضا في يس من روح يس:

إذا كنت قرآنا فقلبك ياسين *** وإن كنت فرقانا فما لك من قلب2
فإن وجود الحقّ في قلب عبده *** وما لك من قلب فما لك من قلب
ألا إنه اللّه الغنيّ بذاته *** عن العالم الكونيّ أو عالم الحجب3
فمن شاء فليسمع فإني قائل *** ومن شاء فلينطق فحسب الهوى حسبي
إذا كنت مفطورا عليه بصورتي *** فكيف يضاف الجسم مني إلى الترب
لقد جاء في النص الجليّ لذي حجى *** حديث هبوط الحبل منه إلى الرب
لقد شرّف اللّه التراب بكوننا *** وشرّفني بالتاج والقرط والقلب
وأسمعني بالقرط وسواسه كما *** أجود تتويج المناشر والكتب4
أساعده بالقلب إذ كنت قائلا *** إلى الأثر العالي ولم أخش من عجب
إذا كان لي مثل ومثلي فليسني *** ولست له حزبا وما هو من حزبي

وقال أيضا، وقد سمع قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قربه من ربّه: «لا تفضّلوني على يونس بن متّى»5


1) يريد أن الدين هو الطريق الصحيح لنتبعه، ولا يعوّل على العقد أو غيره في إدراك سبيل الرشاد، دون الشرع.

2) يريد أن سورة ياسين هي بمنزلة القلب للقرآن.

3) الحجب عندهم: انطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق.

4) الوسواس: صوت الحلي.

5) رواه البخاري أنبياء 35، ومسلم: فضائل 159، ولفظه: «لا تفضلوا بين أنبياء اللّه» .


- الديوان الكبير - الصفحة 144


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!