الصفحة 153 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

الصفحة 153 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

وقال أيضا على أنّ الحب نكرة لا تتعرّف ومجهول لا يعرف له في كل حالة صورة فمن
علمها لا يتوقف، من روح سورة الصّف:

إذا كان عين الحب ما ينتج الحب	***	فما ثم من يهوى ولا من له حبّ
فإن التباس الأمر في ذاك بين	***	وقد ينتج البغضاء ما ينتج الحبّ
ولكنه معنى لطيف محقق	***	يقوم بسرّ العبد يجهله القلب
لأنّ له التقليب في كلّ حالة	***	به فتراه حيث يحمله الركب
وذو الحب لم يبرح مع الحب ثابتا	***	على كلّ حال يرتضيها له الحب
فإن كان في وصل فذاك مراده	***	وإن كان في هجر فنار الهوى تخبو
شكور لما يهواه منه حبيبه	***	فليس له بعد وليس له قرب
ولكنه يهوى التقرّب للذي	***	أتته به الآمال إذ تسدل الحجب¹
فيهوى شهود العين في كل نظرة	***	وما هو مستور ويجهله الصّب²
فلو ذاقه علما به وعلامة	***	له فيه لم يبرح له الأكل والشّرب
ولكنه بالجهل خابت ظنونه	***	فليس له فيما أفوه به شرب
فيطلبه من خارج وهو ذاته	***	وينتظر الإتيان إن جادت السّحب
فلا خارج عني ولا فيّ داخل	***	كذاتي من ذاتي كذا حكمه فاصبوا
إليه فلا علم سوى ما ذكرته	***	ولكنّ صغير القوم في بيته يحبو
فلو كان يمشي في الأمور منفذا	***	لما كان يعميه عن إدراكه الذّنب

علا كلّ سلطان على كلّ سوقة	***	إذا سكن الأطوال وأسكن العرضا
وما ذاك إلا ههنا بتكلّف	***	وينعدم التكليف إن فارق الأرضا
إلى جنة المأوى بنشأة حسّه	***	وما عندها ظل وإنّ لها عرضا

وضعته

1) الحجب: يريد انطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق.

2) الصّب: المحب.

3) الوارد: كل ما يرد على القلب من المعاني الغيبية من غير تعمد من العبد.

- الديوان الكبير - الصفحة 153

يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!