الصفحة 154 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
| |
 |

|
 |
|
| |
الصفحة 154 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
وأعلم بتعيين الروي وكسبه كما ألقى إذ لم يكن لي في اختيار:
| تظن ترى ناسا وما هم كما ترى | *** | وما لهم غير اليرابيع من مثل |
| قلوبهم كالنافقاء لحكمة | *** | وإن فارقوا اليربوع في الخلق والشكل1 |
| لأن لهم وجهين في أصل خلقهم | *** | فوجه إلى فصل ووجه إلى وصل |
| وهذا مديح منبيء بحقيقة | *** | وما هو هجو جلّ عن هجوهم مثلي |
| وما أنا عما قد ذكرت بغائب | *** | ولكنّ ذا الأفضال يمتاز بالفضل |
| وما قلت إلا ما تحققت كونه | *** | فإنّ مثال الشخص يظهر بالظل |
| وقد علم الأقوام أني بصورة | *** | حبيت بها جود اختصاص على الكلّ |
| فيا نفس جودي بالسماح على فتى | *** | قد أنزلكم بالفقر منزلة الأصل |
| فإن لم يكن أهلا فإنك أهله | *** | وما هو بالإتيان إلا من الأهل |
| وما ثم ذات تستحق لعينها | *** | وجود مديح أو هجاء بلا فعل |
وقال أيضا من روح التغابن:
| إذا كنت في شيء ولا بد قائلا | *** | فقل فيه علما لا تقل فيه بالزعم |
| فإنّ الذي قد قال بالزعم مخطىء | *** | كذا جاء في القرآن إنّ كنت ذا فهم |
| ولا تك ذا فكر إذا كنت طالبا | *** | مشاهدة الأعيان واحذر من الوهم2 |
| وكن مع حكم اللّه في كلّ حالة | *** | فقد فاز بالإدراك من قام بالحكم |
| ومن قال بالتحيير أعطاه حيرة | *** | فلا تتصرف فيه إلا على علم |
| تكن بين أهل الكشف عبدا مخصصا | *** | بأسمائه الحسنى بعيدا عن الرسم3 |
| وكن مركبا للأمر تحصل على المنى | *** | ولا تك ذا قلب خليّ عن الجسم |
| وما ثم عين تدرك العين ذاته | *** | فيخلو عن الكيف المحكم والكمّ4
|
وقال أيضا من روح النساء الصغرى:
| ألا فاتبع من كان عبدا مخصصا | *** | بعلم غريب لم ينل ذوقه خبرا |
| ولا تعترض فيه عليه لأنه | *** | سيحدث في معناه منه لكم ذكرا |
| ولا تك فيه موسويا فإنه | *** | مع القول بالتعديل لم يستطع صبرا |
| تزحزح ألباب الرجال إذا رأوا | *** | بأعينهم من غيرهم أحدثوا أمرا |
1) النافقاء: إحدى جحرة اليربوع، واليربوع: دابة. 2) الأعيان الثابتة هي حقائق الممكنات في علم الحق تعالى، والعين إشارة إلى ذات الشيء.
3) الكشف: الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية.4) العين: إشارة إلى ذات الشيء الذي تبدو منه الأشياء.
- الديوان الكبير - الصفحة 154 |
|
| |
 |

|
 |
|
البحث في نص الديوان