موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 237 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 237 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


ما دمت في حال تكاليف وفي حجب *** والنور منكشف والسرّ مكتوم1
أقصى السيادة إني منه صورته *** وإنني حاكم والخلق محكوم
وكون خلقا هو المطلوب من خلقي *** والحق خالقه والأمر مفهوم
إن قمت قام به أو كنت كنت له *** هذا المراد الذي في الشرع معلوم
فاللّه يرزقني مما يليق به *** من المعارف مما فيه تقسيم
قد قلت حقا ولا أدري طريقته *** وهو القؤول وإني فيه موهوم
بالوهم كان لنا ما قلت كان له *** فيه لناظره أمر وتحكيم
الحكم حكم صلاتي لو تحققه *** بيني وبين الإله الحق مقسوم
فمن يكون مليكا في تصرّفه *** فذلك الشخص بين الناس محروم
أعمى جهول ضعيف الرأي مختبط *** وهو الظلوم وفي التحقيق مظلوم
ومن يكون عبيدا في تقلبه *** فذلك الشخص مشكور ومرحوم
هذا المقام الذي أبغيه فزت به *** وإنني فيه محفوظ ومعصوم
وقال أيضا:

لا تعوّل عليّ في كلّ حال *** إنني عبد سيّد متعالي
حكمه الحكم ليس لي حكم نفسي *** إن عين المحال في عين حالي2
كلما قلت قد مضى حكم وقت *** جاءني مثله يريد اغتيالي3
فإذا ما بحثت عنه بعقلي *** لم يكن غيره فزاد خبالي
قلت للدهر أنت جامع أوقا *** ت شؤوني فعين فصلي اتصالي4
لست أبغي عنه انفصالا لأني *** لابس من هداه عين الضلال
إن هذا هو الضلال فحقّق *** عين ما قد سمعته من مقالي
وقال أيضا:

ما ثم أشباه ولا أمثال *** الكل في تحصيله محال
حبي الذي نسب الوجود بعينه *** للعقل في تعيينه إشكال
إن نزهته عقولهم يرمي به *** تشبيه قول كله إضلال
حتى يعمّ وجوده إقرارهم *** فلذاك قلت بإنه يحتال


1) الحال: ما يرد على القلب من طرب أو حزن أو بسط أو قبض. التكليف: من الكلف أي المشقة. السر: يريد ما يختص بكل شيء من جانب الحق عند التوجه.

2) العين: إشارة إلى ذات الشيء الذي تبدو منه الأشياء.

3) الاغتيال: القتل وأخذ المقتول من حيث لا يدري.

4) الاتصال هو الانقطاع عما سوى الحق. والفصل عكسه.


- الديوان الكبير - الصفحة 237


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!