موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 249 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 249 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


وهو الغنيّ ولست أعرف ذاته *** إلا به وتجلّ عن تحديدي
لما علمنا جوده بوجوده *** بالافتراق خرجت عن توحيدي
اللّه يعلم أنني ما كنته *** أو كانني إلا بخطّ جدودي
جرّدت عن أسمائه وصفاته *** ووجوده ووجوهه بحدودي
لولا اعترافي بالذي هو نشأتي *** ما قلت بالتثليث والتفريد
وقال أيضا:

إذا ذكرت الذي بالذكر يحجبني *** عنه ويحصره ذكراه في خلدي
الذكر باللفظ عين الذكر منه بنا *** فنحن نذكره في حالة الرصد1
لولا تحوّله في العين في صور *** ما صحّ ذكر على الوجهين من أحد
والذكر بالقلب ذكر لا حروف له *** لأنه واحد من ساكني البلد
إني أرى نشأة الديهور قائمة *** وهي التي خلقت بالطبع في كبد2
هو النزيه الذي لا شيء يشبهه *** وإن تقيّد لي بالجسم والجسد
هو المقيد في الإطلاق صورته *** فهو الكثير بكثر ليس عن عدد
لكنها نسب والعين واحدة *** هوية دعيت بالواحد الصمد3
ألفيت أسماءه الحسنى بحضرتنا *** تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد
فكملت مائة فيها حقائقنا *** وغبت فيه مغيب الشفع في الأحد
وقال أيضا:

الحقّ توحيد ولكنه *** كثره في بصري عينة
وعلة التكثير أحكامها *** لأعيننا فكوننا كونه
لا كون للأعيان في ذاتها *** وإنما الكون له بينه
وقال أيضا:

اللّه أكبر ما بالدار من أحد *** وما خلت وهي عندي عين مستندي
دار الوجود تسمى وهو مظهرها *** وما الوجود سواها عندها وقد
ما إن ذكرتك باسم لست أعرفه *** إلا ويوجد لي معناه في خلدي4
وكان فيّ ولم أشعر بموضعه *** كموضع الروح لا يدري به جسدي


1) الذكر: هو الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف أو لكثرة الحب.

2) الكبد: المشقة.

3) الصّمد: من صفات اللّه تعالى ويعني: إن المخلوقات تحتاج إلى اللّه تعالى وهو لا يحتاج إليها.

4) الخلد: الذهن.


- الديوان الكبير - الصفحة 249


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!