موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 324 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 324 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


معطرة الأعراف معلولة للحمى *** يمد بها كوني سنا وسناء1
ليعجز عن إدراكه كلّ ذي حجى *** ويقبله منه حيا وحياء2
سينصرنا هذا الذي قد سردته *** إذا كشف الرحمن عنك غطاء
وقال أيضا:

إذا كان من ترجونه تحذرونه *** فكيف لكم بالأمن والخوف حاصل
وكيف لكم بالخوف والأمن مانع *** فقل لي ما المعمول فالعبد قابل
وإنّ اعتدال الأمر ليس بواقع *** ولا نافع فاعلم فما فيه طائل
فلا بدّ من ترجيح أمر فإنه *** هو الغرض المطلوب فالأصل مائل
فلولا وجود الميل لم تك عيننا *** ولا ينكر العالين إلا الأسافل
لقد قال لي شخص أمين بمكة *** عن السيّد المختار ما أنا قائل
سألت رسول اللّه في الأمر قال لي *** ألا إنّ قولي ما يقول الأوائل
وقلت لكم عني خذوه فإنه *** هو الحقّ لا عنهم وهنّ الفواضل
نفوس كريمات أتين بكلّ ما *** أتتكم به الأرسال والحقّ فاصل
فمن شاء فليرحل ومن شاء فليقم *** فإني إلى اللّه المهيمن راحل
فقلت له: نامت جفونك إنها *** لبشرى فقل ما شئت إنك فاضل
وبشرّني أيضا بأنّ نصيبنا *** من البيت ركن قبلته الأفاضل
ولازمني حتى أتته بمكة *** منيته فاغتمّ عال وسافل
أتاني رسول بالوراثة فاضل *** بإشبيلة الغرّاء في العلم كامل
فقال لنا علم الحروف دليلنا *** على أنك الندب الإمام الحلاحل3
فلست ترى في الرّقم حرفا مسطرا *** تعين الا وهو للكلّ شامل4
وفي كلّ حرف اختصاص مبين *** يراه على التعيين من هو عامل
بما في حروف الرقم واللفظ عالم *** يذبّ به عن نفسه ويناضل
عن أمر إلهيّ يكون مقدّرا *** بتقدير من ترجى لديه الوسائل
يحل به في كلّ رحب ومارق *** إذا هي حلّت بالنفوس النوازل5
وقال أيضا:

إذا قلت: يا اللّه قال: أنا انتا *** فلا تدعني إلا بما منك عيّنتا


1) الأعراف: الروائح. اللحى: سواد بباطن الشفة. السناء: الضياء.

2) ذو حجى: عاقل.

3) النّدب: الظّريف النجيب. الحلاحل: السيد الشجاع.

4) يقال: رقم الكتاب، أي أعجمه وبيّنه.

5) المارق: الخارج.


- الديوان الكبير - الصفحة 324


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!