الصفحة 340 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
| |
 |

|
 |
|
| |
الصفحة 340 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
| فقل لعقلك قد أفهمت صورته | *** | فقم على قدم التحقيق وانتهض |
| إلى لمقام الذي ما عنده عرض | *** | أيضا ويعصمه من علة الحرض1 |
| فإن تيسّر مطلوبي ظفرت به | *** | وإن تعذر تعلم أنّ ذاك قضي |
| فالعبد عبد متى أعطاه سرّ به | *** | ما كان يسأله وإن أبى فرضي |
| ولا يغرّنك أحوال فحالتها | *** | كالبرق يظلم جوّ كان منه يضي |
| قد يعلم العبد من حال القبول إذا | *** | رآه أنّ وجود الفعل منه رضي |
| السقم للعبد حكم لا يزايله | *** | فلا يزال مع الأنفاس ذا مرض | وقال أيضا:
| لولا لبانة موسى النور ما انقلبا | *** | نارا وما أحرقت نبتا وما التهبا |
| فاحذر فديتك إنّ الأمر ذو خدع | *** | يريك مضطجعا من كان منتصبا |
| لقد تحوّل للرائين في صور | *** | شتى وما صدق الرائي وما كذبا |
| كقوله ما رمى من قد رمى ومضى | *** | في أفقه طالعا لقطا وما غربا |
| وظلّ يطلبه في كلّ شارقة | *** | بيضاء من حرق عليه ملتهبا |
| ليس التعجب من خير نعمت به | *** | لكنه من عذاب فيه قد عذبا |
| إنّ المعارف أنوار مخبرة | *** | من عنده تخرق الأستار والحجبا2 |
| إنّ اللبيب كذي القرنين شيمته | *** | ما ينقضي سبب إلا ابتغى سببا3 |
| إذا انتهى حكمه في نفس صاحبه | *** | يريك في كونه من أمره عجبا |
| فتبصر الفضة البيضاء خالصة | *** | عادت بصنعة المثلى لنا ذهبا |
| كما يصيرّ عين الشمس في نظري | *** | من أيمن الطور في واد به لهبا4 |
| لقد تحوّل لي من عين صورته | *** | بغير صورته فيما به ذهبا5 |
1) الحرض: الفساد في البدن وفي المذهب وفي العقل. 2) المعرفة: صفة من عرف الحق سبحانه بأسمائه وصفاته. الحجاب: حائل يحول بين الشيء المطلوب المقصود وبين طالبه وقاصده.
3) ذو القرنين: رجل صالح طوى له اللّه الأرض فبلغ قطريها، وسمي بذي القرنين كذلك، أو لضفيرتين كانتا له. وقد قال تعالى: إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي اَلْأَرْضِ وآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً سورة الكهف، آية:84.4) الطور: جبل قرب أيلة يضاف إلى سيناء وسينين.
5) الصورة: قيل: الصورة في طور الحقيق الكشفي علوية وسفلية، والعلوية حقيقية وإضافية، والحقيقية هي صور الأسماء الربوبية والحقائق الوجوبية والإضافية هي حقائق الأرواح العقلية المهيمنية والنفسية. أما السفلية فمنها صور عالم الأجسام غير العنصرية كالعرش والكرسي. ومنها صور العناصر والعنصريات كالصور الهوائية والنارية، ومنها الصور السفلية الحقيقية وهي ثلاث: صور معدنية وصور نباتية وصور حيوانية.
- الديوان الكبير - الصفحة 340 |
|
| |
 |

|
 |
|
البحث في نص الديوان