موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 369 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 369 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


وقال أيضا:

إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم *** به جاهلا فاعلم بأنك عارف1
إذا أنت أعطيت العبارة عنهم *** بما هم عليه فاعلم أنك واصف
فإن الذي قد ذقته ليس ينحكي *** ولا يصرف الإنسان عن ذاك صارف
وقل ربّ زدني من علوم تقيدت *** علوم مذاق أنهن عوارف
إذا نلتها كنت العليم بحقها *** وإن كانت الأخرى فتلك المعارف
فمعرفتي بالعين ما ثم غيرها *** وعلمي بحال واحد وهو عاطف
عليها وذاك الأمر ما فيه مدخل *** ألا كلّ ذي ذوق هنالك واقف
وما جهل الأقوام إلا عبارتي *** وما أنا باللفظ المركّب كاشف
وما ثم تصريح لذاك عيوننا *** إذا ما عجزنا بالدموع ذوارف
فإن نحن عبرنا فإن كبيرنا *** لحنظلة التشبيه باللفظ ناقف2
تمعر منه الوجه والعجز قائم *** به ويراه اليثربي المكاشف
ولو كان غير اليثربيّ لما درى *** وهل يجهل العلام إلا المخالف
نفى عنهم القرآن فيه مقامهم *** وإني باللّه العظيم لحالف
لقد سمعت أذناي ما لا أبثّه *** وقد جافى الأمر الذي لا يخالف
فقلت له سمعا إلهي وطاعة *** وقد كان لي فيما ذكرت مواقف
وما كنت ذا فكر ولا قائلا به *** وقد بينت لي في الطريق المصارف
وما صرفتنا عن تحقق ذاتنا *** بما في طريق السالكين الصوارف
وما ثم إلا سالك ومسلك *** بذا قالت الأسلاف منا السوالف
مشينا على آثارهم عن بصيرة *** وتقليد إيمان فنحن الخوالف
وما حيرتنا في الطريق مجاهل *** وما حكمت بالتيه فينا التنائف3
فإن كنت ذا حسّ فنحن الكثائف *** وإن كنت ذا علم فنحن اللطائف4


1) العارف: هو من أشهده الرب عليه فظهرت الأحوال عن نفسه.

2) التشبيه: يرى المتصوفة أن التشبيه الإلهي عبارة عن صورة الجمال، لأن الجمال الإلهي له معان وهي الأسماء والأوصاف الإلهية وله صور. وهي تجليات تلك المعاني فيما يقع عليه من المحسوس أو المعقول، فالمحسوس كما في قولهم: رأيت ربي في صورة شاب أمرد، والمعقول لقوله: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. وهذه الصورة هي المراد بالتشبيه. ومهما كان من قولهم فإن اللّه تعالى منزّه عن الشبيه والمثل.

3) التنائف: المفاوز والفلوات، الواحد التنوفة، التيه: الضياع.

4) اللطائف: جمع اللطيفة: إشارة إلى القلب عن دقائق الحال.


- الديوان الكبير - الصفحة 369


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!