موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 70 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 70 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


ومن واجد قد قام من متواجد *** فأبدى له الوجد الوجود وما زها1
ومن ساتر علما وهو إشارة *** إلى عارف فوق الأقاويل والحجى2
ومن ناشر يوما جناح يقينه *** يطير ويسري في الهواء بلا هوى
ومن باسط كفّيه وهي بخيلة *** ولولا وجود البخل ما مدح الندى
وصاحب أنس لم يزل ذا مهابة *** وصاحب محو عن نسيم قد انبرى
وصاحب إثبات عظيم جلاله *** تتوّج بالجوزاء وانتعل السّهى3
وقال أيضا:

زمن يمرّ بقوّتي وشبابي *** قصدا ليلحقني بدار تباب4
فيحلّ تركيبي ويفسد صورتي *** بالفعل تحت جنادل وتراب5
فاعجب لبعد فيه قرب مسافة *** قد حال ما بيني وبين صحابي
إني أقمت حبيس بيت موحش *** في غاية الشوق إلى الأحباب
مستنظرا متهيئا للقاء من *** يؤتى إليّ به من الغياب
لكن على كره يكون مجيئهم *** فهو هم في رؤيتي بأياب
إني لأسمعهم وإن خفتوا بما *** نعطقوا وما أسطيع ردّ جواب
ويكون ما كتبت يداي وما به *** نطق اللسان مقيدا بكتاب
حتى تجازى كلّ نفس سعيها *** يوم الوقوف عليه يوم حساب
فيجازى بالإحسان حسنا والذي *** هو سيىء يعفو وينظر ما بي
ظني به ظن جميل ما أنا *** في الظنّ بالرحمن بالمرتاب
إني رضيع ما فطمت لجوده *** كيف الفطام وما وقفت بباب6


1) الوجد: خشوع الروح عند مطالعة سر الحق.

2) الستر: كل ما يسترك عما يغنيك. الصارف، قال ابن عربي: من أشهده الرب عليه فظهرت الأحوال، والمعرفة حاله. وقال ذو النون: علامة العارف ثلاثة: لا يطفىء نور معرفته نور ورعه، ولا يعتقد باطنا من العلم ينقض عليه ظاهرا من الحكم، ولا يحمله كثرة نعم اللّه تعالى عليه وكرامته على هتك أستار محارم اللّه. الحجى: العقل.

3) الجوزاء: من أبراج السماء. السّها: كوكب خفي من بنات نعش الصغرى.

4) تباب: خسران.

5) جنادل: جمع الجندل: الأرض التي تجتمع فيها الحجارة.

6) الفطام: للمريدين مع الشيوخ أوان ارتضاع وأوان فطام، وأوان الارتضاع هو أوان لزوم الصحبة، ولا ينبغي للمريد أن يفارق الشيخ إلا بإذنه، ولا يأذن الشيخ للمريد في المفارقة إلا بعد علمه بأن آن له أوان الفطام وأنه يقدر أن يستقل بنفسه، وفطامه هو استقلاله بنفسه بأن يفتح له باب الفهم من اللّه، فإذا بلغ هذه المرتبة فقد بلغ أوان الفطام.


- الديوان الكبير - الصفحة 70


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!