موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم أبو الحسين أحمد بن محمد النوري (رضي الله عنه)

بغدادي المنشأ والمولد يعرف بابن البغوي وكان من جملة المشايخ وعلماء القوم لم يكن في وقته أحسن طريقة منه ولا ألطف كلاماً منه، صحب سريا السقطي ومحمد بن القصاب وكان من أقران الجنيد رحمه الله تعالى. مات سنة خمس وتسعين ومائتين. وكان يقول: أعز الأشياء في زماننا هذا شيئان عالم يعمل بعلمه وعارف ينطق عن حقيقة وكان يقول: الجمع بالحق تفرقة عن غيره والتفرقة عن غيره جمع به، وكان يقول: ليس التصوف رسوماً ولا علوماً وإنما هو أخلاق، وكان رضي الله عنه يقول: من لم يعرف الله تعالى في الدنيا لم يعرفه في الآخرة وكان يقول منذ عرفت ربي ما اشتبهت شيئاً ولا استحسنت شيئاً وكان يقول: من رأيته يركن إلى غير أبناء جنسه ويخالطهم فلا تقربن منه ومن رأيته يسمع القصائد ويميل إلى الرفاهية فلا ترج خيره ومن رأيته من الفقراء غافل القلب عند السماع فاتهمه وكان يقول: لكل شيء عقوبة وعقوبة العارف انقطاعه عن الذكر، وكان يقول: هذا زمان المعروف فيه زلل والصواب فيه خطأ والوداد فيه دخل ولما وقع بينه وبين المعتضد ما وقع خرج إلى البصرة فأقام بها إلى أن توفي المعتضد بالله خوفاً أن يسأل الشفاعة إليه في حاجة، فلما مات المعتضد عاد النوري إلى بغداد. وأصل الوقعة أنه مر عليه أذنان من خمر فكسرها، فحملوه إلى المعتضد فقال له المعتضد: من أنت وكان يسفه قبل كلامه فقال: محتسب فقال: من ولاك الحسبة قال: الذي ولاك الخلافة وأغلظ عليه القول ثم خرج من بلاده وكان يقول: وقفت على شيخ يضرب بالسياط فعددت عليه ألفاً وهو ساكت فاستحسنت صبره مع كبر سنه فلما أدخل الرجل الحبس دخلت عليه فسألته عن صبره مع كبر سنه فقال: يا أخي إنما يحمل البلاء الهمم لا الأجسام قال التفليسي رحمه الله تعالى: وكان النوري إذا دخل مسجد الشونيزية انقطع ضوء السراج من ضياء وجهه، فلذلك سمي النوري قال وكان إذا حضر معنا لا تؤذينا البراغيث رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!