موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم أبو يعقوب يوسف بن الحسين الرازي (رضي الله عنه)

شيخ الري والجبال في وقته وكان عالماً أديباً وكان من طريقته إسقاط الجاه وترك التصنع واستعمال الإخلاص صحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشبي.

مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وكان رضي الله عنه يقول: لما علم القوم أن الله عز وجل يراهم استحيوا من نظره أن يراعوا شيئاً سواه، وكان يقول في دعائه اللهم إنا نبات زرائع نعمتك فلا تجعلنا حصائد نقمتك، وكان يقول: أرغب الناس في الدنيا أكثرهم ذماً لها عند أبنائها لأن مذمتهم لها عندهم حرفة وما أقبحها حرفة يزهدهم فيها، ثم يأخذها هو منهم في المجلس وكان يقول نظرت في آفات الصوفية فرأيتها في معاشرة الأضداد والليل إلى النسوان وكان رضي الله عنه يقول: للدنيا طغيان وللعلم طغيان فمن أراد النجاة من طغيان العلم فعليه بالعبادة، ومن أراد النجاة من طغيان المال فعليه بالزهد فيه، وكان رضي الله عنه يقول: بالأدب تفهم العلم وبالعلم يصح لك العمل وبالعمل تنال الحكمة وبالحكمة تغنم الزهد وتوفق له وبالزهد تترك الدنيا وبترك الدنيا ترغب في الآخرة وبالرغبة في الآخرة تنال رضا الله عز وجل، وكان رضي الله عنه يقول: في معنى حديث: " أرحنا بها يا بلال " أي أرحنا بالصلاة من أشغال الدنيا وحديثها لأنه صلى الله عليه وسلم كانت قرة عينه في الصلاة وكان يقول: إذا أردت أن تعرف العاقل من الأحمق فحدثه بالمحال فإن قبله فاعلم أنه أحمق، وكان يقول: إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص وفواضل العلوم فاعلم أنه لا يجيء منه شيء، وكان يقول: من وقع في بحار التوحيد لم يزدد على ممر الأيام إلا عطشاً، وكان رضي الله عنه يقول: توحيد الخاصة هو أن يكون بسره ووجده وقلبه كأنه قائم بين يدي الله يجزي عليه تصاريف تدبيره وأحكام قدرته في بحار توحيده بالفناء عن نفسه وذهاب حسه بقيام الحق تعالى له في مراده منه، فيكون كما هو قبل أن يكون في جريان حكمه عليه. وكان رضي الله عنه يقول: في كل أمة وديعة أخفاهم الله تعالى عن خلقه فإن يكن منهم في هذه الأمة شيء فهم الصوفية وكان رضي الله عنه إذا سمع القرآن لا تقطر له دمعة وإذا سمع شعراً قامت قيامته ثم يلتفت إلى الحاضرين ويقول: أتلومون أهل الري على قولهم يوسف بن الحسين زنديق هم معذورون رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!