ومنهم أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين الترمذي الحكيم (رضي الله عنه)
لقي أبا تراب النخشبي وصحب أبا عبد الله بن الجلاء، وأحمد بن حضرويه، وهو من كبار مشايخ خراسان وله التصانيف المشهورة وكتب الحديث، وكان رضي الله عنه يقول: ما صنفت حرفاً عن تدبير ولا لينسب إلي شيء من المؤلفات، ولكن كان إذا اشتد علي وقتي أتسلى به، وسئل مرة عن صفة الخلق فقال ضعف ظاهر ودعوى عريضة وكان رضي الله تعالى عنه يقول: من شرائط الخدام التواضع والاستسلام، وكان يقول: كفى بالمرء عيباً أن يسره ما يضره، وكان يقول: دعا الله الموحدين للصلوات الخمس رحمة منهم عليهم وهب لهم فيها ألوان الضيافات لينال العبد من كل قول وفعل شيئاً من عطاياها سبحانه وتعالى، فالأفعال كالأطعمة، والأقوال كالأشربة، وهم عرش الوحدانية، وكان رضي الله عنه يقول: صلاح الصبيان في المكتب، وصلاح قطاع الطريق في السجن، وصلاح النساء في البيوت وكان رضي الله عنه يقول: المحدث والمتكلم إذا تحققا في درجتهما لم يخافا من حديث النفس، كما أن النفوس محفوظة بالنسخ لإلقاء الشيطان كذلك محل المكالمة والمحادثة مصون عن إلقاء النفس محروس بالحق رضي الله عنه.