موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم محمد وأحمد ابنا أبي الورد رضي الله عنهما آمين

وهما من كبار مشايخ العراقيين، وأقارب الجنيد، ومن جلسائه وصحبا السري السقطي، والحارث المحاسبي، وبشرا الحافي وأبا الفتح الحبال وطريقتهما في الورع قريبة من طريقة بشر رضي الله عنه.

ومن كلام محمد رحمه الله في ارتفاع الغفلة ارتفاع العبودية. قلت: والمراد بارتفاع الغفلة زوالها، وبارتفاع العبودية علوها والله أعلم.

والغفلة غفلتان غفلة نقمة وغفلة رحمة، فأما الرحمة فإسدال حجاب العظمة دون العبادات إذ لو انكشف الغطاء لانقطعوا عن العبودية، وأما التي هي نقمة فالغفلة عن طاعة الله عز وجل وكان رضي الله عنه يقول: الولي هو الذي يوالي أولياء الله، ويعادي أعداءه، وكان يقول: من كانت نفسه لا تحب الدنيا فأهل الأرض يحبونه، ومن كان قلبه لا يحب الدنيا، فأهل السماء يحبونه، وكان يقول: من أدب الفقير تركه الملامة والتعبير لمن ابتلى بطلب الدنيا، والرحمة، والشفقة عليه، والدعاء بأن الله تعالى يريده من التعب فيها.

قلت: والمراد بالتعبير أن يقصد به نقصه بين الناس لا غير دون النصح، والله أعلم.

وكان يقول: هلاك الناس في حرفين اشتغال بنافلة، وتضييع فريضة، وعمل بالجوارح بلا مواطأة القلب عليه، وإنما منعوا الوصول لتضييعهم الأصول، وكان أحمد يقول: إنما بسط بساط المجد للأولياء ليأنسوا به، ويرفع به عنهم حشمة بديهة المشاهدة، وإنما بسط بساط الهيبة للأعداء ليستوحشوا من قبائح أفعالهم، ولا يشاهدون ما يستريحون إليه من المشهد الأعلى، وكان رضي الله عنه يقول: إذا زاد في الولي ثلاثة أشياء زاد فيه ثلاثة أشياء إذا زاد خلقه زاد تواضعه، وإذا زاد ماله زاد سخاؤه، وإذا زاد عمره زاد اجتهاده رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!