
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي رحمه الله تعالى
لقي أبا حفص، وحمدون القصار، وكان إماماً في أكثر علوم الشرع مقدماً في كل فن منه ثم عطل أكثر علومه، واشتغل بعلم الصوفية، وتكلم عليه أحسن الكلام، وبه ظهر التصوف بنيسابور، وكان أحسن المشايخ كلاماً في عيوب النفس، وآفات الأفعال مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وكان يقول: كمال العبودية هو العجز، والقصور عن تدارك معرفة علل الأشياء بالكلية، وكان رضي الله عنه يقول: من صحب الأكابر من غير طريق الخدمة حرم فوائدهم، وبركات نظرهم، ولم يظهر عليه من أنوارهم شيء وكان يقول: من غلبه هواه توارى عنه عقله.
وكان يقول: الغفلة، وسعت على الناس الطرق في معاشهم، وأفعالهم، وأحوالهم، والورع واليقظة ضيقاً عليهم ذلك، وكان يقول: لو أن رجلا جمع العلوم كلها، وصحب طوائف الناس لا يبلغ مبالغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ أو إمام مؤدب ناصح، ومن لم يأخذ أدبه من آمر له، وناه يريه عيوب أفعاله، ورعونات نفسه لا يجوز الاقتداء به في تصحيح المعاملات، وكان رضي الله عنه يقول: يأتي على هذه الأمة زمان لا تطيب فيه المعيشة لمؤمن إلا بعد استناده لمنافق، وكان يقول في كلامه: يا من باع كل شيء بلا شيء واشترى لا شيء بكل شيء رضي الله عنه.
![]() |
![]() |