موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم أبو عبد الله محمد بن منازل النيسابوري رضي الله عنه

شيخ الملامتية، وأوحد وقته بنيسابور له طريقة تفرد بها. صحب حمدون القصار، وأخذ طريقه، وكان عالماً بعلوم الظاهر كتب الحديث الكثير، وكان أبو علي الثقفي يحترمه، ويبجله، ويرفع مقداره مات بنيسابور سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ومن كلامه رضي الله عنه لا خير في فقير لم شفق ذل المكاسب، وذل الرد، وكان رضي الله عنه يقول: من رفع ظن نفسه عن نفسه عاش الناس في ظله، وكان يقول: عبر لسانك عن حالك، ولا تكن بكلامك حاكياً لأحوال غيرك، وكان يقول: إذا لم تنتفع أنت بعلمك فكيف ينتفع به غيرك، وكان يقول: من التزم شيئاً لا يحتاج إليه ضيع من أحواله ما يحتاج إليه، ولا بد منه، وكان يقول: لم يضيع أحد من الفقراء فريضة من الفرائض إلا ابتلاه الله بتضييع السنن، ولم يبتل أحد من الفقراء بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع، وكان يقول: لا يجتمع التسليم، والدعوى لأحد بحال، وكان يقول: لو صح لعبد في عمره نفس واحد من غير رياء، ولا شرك لأثر بركات ذلك عليه إلى آخر الدهر، وكان يقول: لم تظهر دعوى العبودية، وتضمر أوصاف الربوبية وكان يقول: من احتجت إلى شيء من علومه فلا تنظر إلى شيء من عيوبه فإن نظرك إلى عيوبه يحرمك بركة الانتفاع بعلومه وكان يقول: أفضل أوقاتك، وقت يسلم الناس فيه من سوء ظنك رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!