
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو علي الحسين بن أحمد الكاتب رضي الله عنه ورحمه
من كبار مشايخ المصريين صحب أبا بكر المصري، وأبا علي الروذباري وغيره، وكان أوحد المشايخ في وقته حتى قال فيه أبو عثمان المغربي رحمه الله تعالى: أبو علي بن الكاتب من السالكين، وكان يعظمه، ويعظم شأنه.
مات سنة نيف وأربعين وثلاثمائة رحمه الله تعالى، وكان يقول: المعتزلة نزهوا الله من حيث العقل، فأخطئوا والصوفية نزهوا الله من حيث العلم فأصابوا.
وكان رضي الله عنه يقول: من سمع الحكمة فلم يعمل بها فهو منافق، وكان رضي الله عنه يقول: قال الله عز وجل: " من صبر علينا وصل إلينا " ، وكان يقول: صحبة الفساق داء ودواؤها مفارقتهم، وكان رضي الله عنه يقول: روائح نسيم المحبة تفوح من المحبين، وإن كتموها، وتظهر عليهم، وإن أخفوها، وتدل عليهم، وإن ستروها، وكان رضي الله عنه يقول الهمة مقدمة الأشياء فمن صحح همته أتت عليه بتوابعه على الصدق، والصحة فإن الفروع تتبع الأحوال، ومن أهمل همته أتت عليه توابعه مهملة، المهمل من الأحوال، والأفعال لا يصلح لبساط الحق تعالى، وكان يقول: إن الله تعالى يرزق العبد حلاة ذكره فإن فرح به، وشكره آنسه بقربه، وإن قصر في الشكر أجرى الذكر على لسانه، وسلبه حلاوته رضي الله عنه.
![]() |
![]() |