
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو بكر أحمد بن محمد بن سعدان (رضي الله عنه)
بغدادي الأصل صحب الجنيد، والثوري رضي الله عنهم، وهو من أعلم شيوخ وقته بعلوم هذه الطائفة، وكان عالماً بعلوم الشرع مقدماً فيها ينتحل مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه ذا لسان وبيان.
وطلبوا مرة من يرسلونه إلى الروم من أهل طرطوس فلم يجدوا مثله في فضله، وعلمه، وفصاحته، وبيانه حتى قالوا في ذلك الزمان لم يبق في هذا الزمان لهذه الطائفة إلا رجلان أبو علي الروذباري بمصر، وأبو بكر بن سعدان بالعراق، وأبو بكر أفهمهما كان رضي الله عنه يقول: من أراد صحبة الصوفية فليصحبهم بلا نفس، ولا قلب، ولا ملك، وكان رضي الله عنه يقول: من تعلم علم الرواية ورث علم الدراية، ومن تعلم علم الدراية ورث علم الرعاية، ومن عمل بعلم الرعاية هدي إلى سبيل الحق.
وكان رضي الله عنه يقول: من جلس للمناظرة على الغفلة لزمه ثلاثة عيوب الأول الجدال والصياح، وذلك منهي عنه الثاني حل العلو على الخلق، وذلك منهي عنه أيضاً الثالث الحقد، والغضب، وذلك منهي عنه أيضاً ومن جلس للمناصفة كان كلامه أوله موعظة، وأوسطه دلالة، وآخره بركة، وكان رضي الله عنه يقول: إذا بدت الحقائق طمست آثار الفهوم، والعلوم وكان يقول: خلقت الأرواح من النور، وأسكنت الهياكل فإذا قوي الروح جانس العقل، وتواترت الأنوار، وزالت ظلم الهياكل، وصارت الهياكل روحانية بأنوار الروح، والعقل وانقادت، ولزمت طريقها، ورجعت الأرواح إلى معدنها من الغيب تطالع مجاري الأقدار، وترضى بموارد القضاء، والقدر وكان رضي الله عنه يقول: الصوفي هو الخارج عن النعوت والرسوم رضي الله عنه.
![]() |
![]() |