
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد (رضي الله عنه)
ابن بشر بن درهم بن الأعرابي الأموي رضي الله عنه: بصري الأصل سكن بمكة وكان أوحد وقته وكان في وقته شيخ الحرم ومات بها سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وصنف للقوم كتباً كثيرة، وصحب الجنيد، والثوري، وعمراً المكي، والمسوحي، وأبا جعفر الحداد، وكان من كبار مشايخ هذه الطائفة، وعلمائهم، ومن كلامه رضي الله عنه قد ثبت الوعد، والوعيد من الله تعالى فإذا كان الوعد قبل الوعيد، فالوعيد تهديد، وإذا كان الوعيد قبل الوعد، فالوعيد منسوخ فإذا اجتمعا معاً فالغلبة، والثبات للوعد لأن الوعد حق العبد، والوعيد حق الله، والكريم يتفضل بترك حقه.
وكان رضي الله عنه يقول: قل من ادعى قوة في أمر إلا خذل ووكل إلى قوته وكان رضي الله عنه يقول: لو قيل للعارف تبقى في الدنيا لمات كمداً، ولو قيل لأهل الجنة تخرجون منها لماتوا كمداً فما طابت الدنيا للعارفين إلا بذكرهم الخروج منها، وما طابت الجنة لأهلها إلا بذكرهم الخلود فيها، وكان رضي الله عنه يقول: مدارج العلوم لكون بالوسائط، وأما مدارج الحقائق فلا تكون إلا بالمكاشفة، وكان يقول: أحسن أوقات، وقت يكون الحق فيه راضياً عني، وكان رضي الله عنه يقول: من أخلاق الفقراء السكون عند الفقد، والاضطراب عند الوجود، والأنس بالهموم، والوحشة عند فرح الناس بالدنيا رضي الله عنه.
![]() |
![]() |