لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو العباس بن القاسم بن مهدي رحمه الله تعالى
ابن بنت أحمد بن سيار رحمه الله كان من أهل مرو، وهو شيخهم، وأول من تكلم عندهم في حقائق الأحوال، وكان فقيهاً عالماً كتب الحديث ورواه، وصحب أبا بكر الواسطي، وإليه كان ينتمي في علوم هذه الطائفة، وكان من أحسن المشايخ لساناً في وقته يتكلم في علوم التوحيد، ولجميع من يلوذ به من أهل السنة والجماعة.
مات رضي الله عنه سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وكان رضي الله عنه يقول: كيف السبيل إلى ترك ذنب كان عليك في اللوح المحفوظ مخطوطاً، وكيف السبيل إلى صرف قضاء دين كان به العبد مربوطاً، وقيل له يوماً بماذا يروض المريد نفسه؟ فقال رضي الله عنه: بالصبر على الأوامر، واجتناب النواهي وصحبة الصالحين، وخدمة الرفقاء، ومجالسة الفقراء، والمرء حيث وضع نفسه.
وكان رضي الله عنه يقول: حقيقة المعرفة الخروج عن المعارف، وكان رضي الله عنه يقول: ما التذ عاقل قط بمشاهدة لأن مشاهدة الحق فناء ليس فيه لذة، ولا التذاذ، ولا حظ، ولا احتظاظ، وكان رضي الله عنه يقول: ما نطق أحد عن الحق إلا وهو محجوب عن الحق، وكان رضي الله عنه يقول: الخطرة للأنبياء، والوسوسة للأولياء، والفكرة للعوام، وكان رضي الله عنه يقول: ظلمة الأطماع تمنع أنوار المشاهدة، وكان يقول: لباس الهداية للعامة ولباس الهيبة للعارفين، ولباس الزينة لأهل الدنيا، ولباس اللقاء للأولياء، ولباس التقوى لأهل الحضرة قال تعالى: " ولباس التقوى ذلك خير " وكان رضي الله عنه يقول: من دقق النظر في دينه وسع عليه الصراط في دقته ومن وسع النظر في دينه ضيق عليه الصراط في دقته، ومن غاب عن حقوقه بحقوقه غاب عن كل شدة، وعقوبة. رضي الله عنه.
![]() |
![]() |





