
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو الحسين بندار بن الحسين الشيرازي (رضي الله عنه)
سكن أذربيجان، وكان عالماً بالأصول، واللسان، وله اللسان المشهور في علم الحقائق، وكان الشبلي رضي الله عنه يعظمه، ويعظم قدره، وكان بينه وبين ابن خفيف مفاوضات في مسائل شتى مات رضي الله عنه سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وغسله أبو زرعة الطبري.
وسئل رضي الله عنه عن الفرق بين الصوفية، والمتصوفة فقال: الصوفي من اختاره الله لنفسه فصافاه من غير تكلف، والمتصوف هو المتكلف بنفسه المظهر لزهده مع كون رغبته في الدنيا، وتربية بشريته، وكان يقول: لا تخاصم نفسك فإنها ليست لك دعها لمالكها يفعل بها ما يريد، وكان يقول: ليس من الأدب أن تسأل رفيقك إلى أين؟ أو في أيش؟ وكان رضي الله عنه يقول: من لم يجعل قبلته على حقيقه ربه فسدت صلاته، وكان يقول: رؤي مجنون بني عامر في المنام بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال: غفر لي، وجعلني حجة على المحبين.
وكان رضي الله عنه يقول: من أقبل على الآخرة وركن إليها أحرقته بنورها، وصار سبيكة ذهب ينتفع به ومن أقبل على الله أحرقه بنور التوحيد، وصار جوهراً لا قيمة له، وقيل له مرة ما هي الدنيا؟ فقال رضي الله عنه ما دنا من القلب، وشغل عن الحق. رضي الله عنه.
![]() |
![]() |