
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو الحسن علي بن إبراهيم الحصري (رضي الله عنه)
بصري الأصل سكن بغداد، ومات بها يوم الجمعة في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة كان شيخ العراق في وقته، ولم ير مثله في زمانه من المشايخ، ولا أتم مقالا منه، ولا أحسن لساناً، ولا أعلى مكاناً متوحداً في طريقته ظريفاً في شمائله، وحاله.
له لسان في التوحيد يختص به، ومقام في التجريد، والتفريد لم يشاركه فيه أحد بعده، وهو أستاذ العراقيين، وبه تأدب من تأدب منهم صحب الشبلي، وإليه كان ينتمي، وصحب غيره من المشايخ، وكان رضي الله عنه يقول: مكثت زماناً إذا قرأت القرآن لا أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأقول من الشيطان الرجيم حتى يحضر كلام الحق.
قلت: ولعل هذا وقع منه قبل الكمال فإن الكمال يقرأ المراتب، ولا ينفي منها شيئاً، وقد أمر الله عز وجل أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الشيطان فلو كان عدد شهوده كمالا لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بذلك والله أعلم.
وكان رضي الله عنه يقول: عرضوا، ولا تصرحوا التعريض أستر، رضي الله عنه.
![]() |
![]() |