
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري رحمه الله تعالى
ابن أخت أبي علي الروذباري رضي الله عنه شيخ الشام في وقته يرجع إلى أحوال يختص بها، وأنواع من العلوم من علم الشريعة، والقرآن، وعلم الحقيقة، وأخلاق، وشمائل تفرد بها، وتعظيم للفقر، وصيانته، وملازمة آدابه، ومحبة الفقراء، والميل إليهم، والرفق بهم مات بصور سنة تسع، وستين وثلاثمائة، وكان رضي الله عنه يقول: أهل الغيبة إذا شربوا طاشوا، وأهل الحضور إذا شربوا عاشوا، وكان يقول: أقبح من كل قبيح صوفي شحيح.
قلت: والمراد هنا بالشح أن يمنع بخلا لا على وجه الحكمة فإن المنع لبعض الناس من أخلاق الله عز وجل فافهم، والله أعلم، وكان رضي الله عنه يقول: التصوف ينفي عن صاحبه البخل، وكتابة الحديث تنفي عن صاحبها الجهل فإذا اجتمعا في شخص فناهيك به مقاماً، وكان يقول في مجالسة الأضداد ذوبان الروح وفي مجالسة الأشكال تلقيح العقول، وكان رضي الله عنه يقول: من هدم الأولياء بلا أدب هلك، وكان يقول ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة، وليس كل من يصلح للمؤانسة يؤتمن على الأسرار فإنه لا يؤتمن على الأسرار إلا الأمناء، والسلام.
وكان رضي الله عنه من عادته إذا ذهب لمكان أن يمشي على أثر الفقراء لا يتقدمهم رضي الله عنه.
![]() |
![]() |