
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو عبد الله وأبو القاسم ابنا أحمد بن محمد المقري رضي الله عنهم
فأما أبو عبد الله فإنه صحب يوسف بن الحسين الرازي، وعبد الله الخراز الرازي، ومظفراً القرميسيني، ورويماً، والجريري وابن عطاء، وكان من أفتى المشايخ، وأسخاهم، وأحسنهم خلقاً، وأعلاهم همة مات رضي الله عنه سنة ست وستين وثلاثمائة، وأما أبو القاسم، فكان أوحد المشايخ بخراسان في وقته وطريقته عالي الحال شريف الهمة حسن السمت، والوقار في مشيه، وجلوسه صحب بن عطاء، والجريري، وابن أبي سعدان، وابن ممشاد الدينوري، والروذباري، ومات رضي الله عنه سنة ثمان وسبعين، وثلاثمائة بنيسابور.
وكان رضي الله عنه يقول: الفقير الصادق هو الذي يملك كل شيء، ولا يملكه شيء يعني أنه لقربه كلى شيء دعا ربه به أجابه فلا يركن لغير الله وكان رضي الله عنه يقول: من أخلاق الفتيان أن يحسن خلقه مع من يبغضه، ويبذل المال لمن يكرهه، ويحسن الصحبة مع من ينفر منه قلبه، وموافقة الإخوان في كل ما لا يخالف العلم، وكان يقول: أوائل بركات الدخول في طريق القوم أن تصدق الصادقين في كل ما أخبروا به عن أنفسهم، وعن مشايخهم فمن توقف في شيء من ذلك حرم بركتهم، وكان رضي الله عنه يقول: العارف هو من شغله معروفه عن النظر إلى الخلق بعين القبول، والرد، وكان رضي الله عنه يقول: من تعزز عن خدمة إخوانه أورثه الله ذلا لا انفكاك له منه أبداً.
وكان أبو القاسم رضي الله عنه يقول: السماع على ما فيه من اللطافة فيه خطر عظيم إلا لمن سمعه بعلم عزيز، وحال صحيح، ووجد غالب من غير حظ له فيه رضي الله عنه.
![]() |
![]() |