موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم

ولد في شعبان سنة أربع من الهجرة وكان له من الأولاد خمسة: علي الأكبر وعلي الأصغر وله العقب فإن الأشراف الآن منه وجعفر وفاطمة، وسكينة المدفونة بالمراغة بقرب السيدة نفيسة.

وحج رضي الله عنه خمساً وعشرين حجة ماشياً، وجنائبه تقاد بين يديه، وكان رضي الله عنه يقول: اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عز وجل عليكم فلا تملوا النعم فتعود نقماً، وكان يقول من جاد ساد ومن بخل ذل، ومن تعجل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً.

وقتل رضي الله عنه شهيداً يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة.

وقال أهل السير إن الله عز وجل قتل بسبب يحيى بن زكريا خمسة وتسعين ألفاً وذلك دية كل نبي. ويروى أن الله تعالى أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني قتلت بيحيى بن زكريا خمسة وتسعين ألفاً ولأقتلن بالحسين ابن بنتك قدر ذلك مرتين " . وروي أنه لما قتل الحسين رضي الله عنه احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون، فخرج عليهم قلم من حديد من حائط فكتب عليه سطراً:

أترجو أمة قتلت حسيناً ... شفاعة جده يوم الحساب

وأنشدت أخته زينب المدفونة بقناطر السباع من مصر المحروسة برفع صوت ورأسها خارج من الخباء:

ماذا تقولون إن قال النبي لكم ... ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي ... منهم أساري ومنهم ضمخوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم ... أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

وحملت رأسه إلى مصر ودفنت بالمشهد المشهور بها، ومشى الناس أمامها حفاة من مدينة غزة إلى مصر تعظيماً لها رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!