موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم الشيخ عزاز بن مستودع البطائحي (رضي الله عنه)

انتهت إليه رياسة الطريق في البطائح، وأخذ عنه جماعة من الصلحاء، والعلماء الطريق، ونتجوا فيها، وأجمع المشايخ على تعظيمه، ومن كلامه رضي الله عنه الغفلة غفلتان غفلة رحمة، وغفلة نقمة فأما التي، هي رحمة فكشف الغطاء ليشاهد القوم العظمة، والجلال فيذهلوا عن العبودية إلا الفرائض، والسنن، ويغفلوا عن مراعاة السر إلا مراقبة، وإرادات الهيبة، وأما التي هي نقمة فاشتغال العبد عن طاعة الله عز وجل بمعصيته، والتفاته إلى الكرامات، وغفلته عن طريق الاستقامة، وكان يقول: إنما بسط بساط السطوة للأعداء ليستوحشوا من قبيح أفعالهم فلا يشاهدون قط ما يبتهجون به، ولا يطمئنون إلى ما يأنسون به وكان رضي الله عنه يقول: الأرواح تلطفت بالأشواق فتعلقت عند دعاة الحقيقة بأذيال المشاهدة فلم تر غير الحق تعالى معبوداً، وأيقنت أن المحدث لا يدرك القديم بصفات معلولة فصفات الحق تعالى واصلة إليه فهو الذي أوصله، ولم يصل هو بنفسه، وكان رضي الله عنه يقول: الإرادة تحويل القلب من الأشياء إلى رب الأشياء، والجلوس مع الله بلا هم، وكان رضي الله عنه يقول: إذا مازجت المحبة الأرواح طارت وإذا خالطت العقول أدهشت، وإذا لابست الأفكار حارت، وكان رضي الله عنه يقول: كمال العلم انقطاع الرجاء عن كنه صفات الجمال، وكان يقول: من أنس بالله أنس به كل شيء، ومن خاطبه الله خاطبه كل شيء، ومن وصل إلى الله تأخر عنه كل شيء إجلالاً له، ومن عرف الله جهله كل شيء لعظيم ما أودعه الله عز وجل من العلوم، والأسرار رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!