موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم الشيخ أبو محمد الشنبكي رضي الله عنه

انتهت إليه رياسة هذا الشأن في وقته وبه تخرجت السالكون الصادقون مثل الشيخ أبي الوفاء، والشيخ منصور رضي الله عنهما، وغيرهما وكان رضي الله عنه شريف الأخلاق كامل الأدب وافر العقل كثير التواضع، وكان في بدايته يقطع الطريق على القوافل فتاب على يد أبي بكر بن هوار البطائحي رضي الله عنه فصار يبري الأكمه، والأبرص، والمجنون بدعوته ومن كلامه رضي الله عنه: أصل الطاعة الورع والتقوى وأصل التقوى محاسبة النفس، وكان يقول: من لم يسمع نداء الله تعالى كيف يجيب داعيه ومن استغنى بشيء دون الله فقد جهل قدر الله وكان رضي الله عنه يقول: من قهر نفسه بالأدب فهو الذي يعبد الله بالإخلاص وكان يقوق: حجاب الخلق عن الحق تعالى هو تدبيرهم لنفوسهم، ومن نظر قرب الحق منه بعد من قلبه كل شيء سواه، وكان رضي الله عنه يقول: شهوة الصديقين المجاهدة، وشهوة الكاذبين النوم، والكسل وكان يقول: من ادعى سراً مع الله لا يشهد له حفظ ظاهره. فاتهمه في دينه، وكان رضي الله عنه يقول: لا تكل قط من طعام فقير رجع إلى الدنيا بعد زهده فيها، ولو مت جوعاً فان أكلت قسا قلبك أربعين صباحاً وكان رضي الله عنه يقول: صلاح القلب في الاشتغال بالعلم على وجه الإخلاص، وفساده في الاشتغال به على وجه الرياء، والسمعة وكان رضي الله عنه يقول: ملاك القلب السبق إلى المعالي في إصلاح الباطن اكتفاء بمراعاة الحق، وإسقاط رؤية الخلق، وكان يقول الولي من ستر حاله أبداً، والكون كله ناطق عن ولايته من غير ظهور أعمال تميزه رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!