ومنهم الشيخ حسن التستري رضي الله عنه
تلميذ الشيخ يوسف العجمي وأخوه في الطريق جلس للمشيخه بعده في مصر، وقراها، وقصدته الناس من سائر الأقطار، وكان ذا سمت بهى، وكمال في العلم، والعمل، وانتهت إليه الرياسة في الطريق، وكان السلطان ينزل إلى زيارته فلم يزل الحاسدون من أرباب الدولة، وغيرهم بالسلطان حتى غيروا اعتقاده فيه، وهم بحبسه أو نفيه فأرسل الوزير إلى زاويته ليسد بابها، وكان الشيخ خارج مصر، في المطرية هو والفقراء فرجعوا فوجدوا الباب مسدواً فقال: الشيخ من سد هذا الباب، فقالوا: سده الوزير فلان بأمر السلطان فقال: ونحن نسد أبواب بدنه، وطيقانه فعمى الوزير، وطرش، وخرس، وانسد أنفه عن خروج النفس، وقبله ودبره عن البول والغائط، فمات الوزير في الحال فبلغ ذلك السلطان، فنزل إليه، وصالحه، وفتح له الباب وكان عسكر السلطان كله قد انقاد لسيدي حسن رضي الله عنه حتى خرجوا عن طاعة السلطان إلى طاعته رضي الله عنه؛ وجاءه مرة نصراني صائغ، فقال: إن السلطان أرسل لي فصاً من المعادن الغالية أصنعه له في خاتم خاتون، فطرقته فانكسر نصفين، وأنا خائف من القتل، وطاب خاطري بوزن ثمنه، ولو كان بعشرة آلاف دينار، وما أعرف يا سيدي رد السلطان عني إلا منك، فدخل الشيخ رضي الله عنه الخلوة فحول باطن السلطان إلى أن صار هو يطلب قسم الفص نصفين، وذلك أن سريته المحظية طلبت هذا الفص، فبذل لها جملة فصوص، فلم ترض فسألت أن يكون الفص بينهما نصفين فأرسل السلطان قاصده إلى الصائغ بذلك، فأخبره الجيران بما وقع للصائغ، وقالوا إنه عند الشيخ فذهب القاصد إلى الشيخ، فأخبر بذلك الصائغ، فأسلم، ودفن في زاوية الشيخ ولما أراد ابن أبي الفرج تربيع جنينته حكم التربيع على جعل زاوية الشيخ فيها فقال: للخادم انقل الشيخ إلى موضع آخر وأنا أبنيه لك فعزم الخادم على ذلك، فجاء إليه في المنام، وقال له: قل: لابن أبي الفرج لا تنقلنا ننقلك فأخبره الخادم بذلك، فقال: هذه أضغاث أحلام فشرع في نقله فلحقه شيء في جنبه فطلعت روحه في الحال. توفي رضي الله عنه سنة سبع وتسعين، وسبعمائة، ودفن في زاويته في قنطرة الموسكى على الخليج الحاكمي بمصر المحروسة رضي الله تعالى عنه.