ومنهم الشيخ الكامل المحقق سيدي أحمد الرومي (رضي الله عنه)
المقيم بمصر العتيق تجاه مقياس نيل مصر المحروسة. صحبته رضي الله عنه نحو عشرين سنة، وكان كثير المجاهدات والرياضات أخبرني أن له سبع عشرة سنة لم يقرب من عياله اشتغالا بالله تعالى، وكان يقول: قد فعلنا السنة، وولدنا أولاداً كثيرة، وحصل المقصود، وكان رضي الله عنه حسن السمت على الهمة كثير العزلة يحب الخمول، ويأخذ في أسباب الخفاء، ويقول ما بقي للظهور الآن فائدة فإن الفقير لا ينبغي له الظهور إلا لمصلحة الناس من أخذهم الطريق عنه، وقبول شفاعاته فيهم عند الملوك والأمراء، وما بقي عند الأمراء اعتقاد في أحد، ولا عند أحد من الفقراء همة يطلب بها السلوك في طريق الله عز وجل وكان له كل يوم من الجوالي، وغيرها نحو كذا كذا ديناراً فينفقها كل يوم، ويتظاهر بجمع الدنيا ويقول نظهر الشمم على أركان الدولة صيانة للخرقة عن الانتهاك جهدنا رضي الله عنه، وكان محققاً في علوم النظر غواصاً في بحار التوحيد هيناً ليناً بشوشاً غالب أيامه صائماً، وربما طوى لأربعين يوماً لا يأكل كل يوم غير تمرة أو زبيبة رضي الله عنه. مات سنة نيف وتسعين رضي الله عنه.