
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم الأخ الصالح الشيخ محمد السندناوي المحلي رحمه الله تعالى
كان شاباً صواماً قواماً قليل الكلام حسن السمت كريم النفس يحب الوحدة لا يمل منها، أحب إليه يجلس في المساجد المهجورة، والخرائب. اجتمع رحمه الله تعالى بالشيخ العارف بالله تعالى سيدي علي الدويب بالبحر الصغير بنواحي دمياط، وحصل له منه نفحات، وكساه جبته، وقال يا محمد ما فرح مني بذلك قط أحد غيرك وكانت له، والدة يبرها، ولا يكاد يرفع صوته عليها، وكان يقول لها هبيني الله عز وجل، والميعاد بيننا في الآخرة ليقطع طمعها منه، ومكث رضي الله عنه سنين عديدة يحج على التجريد ماشياً حافياً لا يسأل أحداً شيئاً، ولا يقبله منه، وكان الغالب عليه السذاجة في أمور الدنيا، والحذق في أمور الآخرة، وكان كثير التوجه إلى الله تعالى قليل الكلام حسن المعاشرة لين الجانب لعامة المسلمين واسع الأخلاق لا يكاد أحد يغضبه، ولو فعل معه ما فعل، أخذ عنه جماعة من أهل الطريق، وانتفعت بمواعظ، وآدابه رضي الله عنه، وصحبته نحو خمس عشر سنة ما رأيت عليه شيئاً يشينه في دينه رضي الله عنه.
مات سنة ثلاث، وثلاثين، وتسعمائة، ودفن بسندفا بالمحلة الكبرى رحمه الله تعالى.
![]() |
![]() |