
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم الشيخ الصالح العابد أحمد الكعكي (رضي الله عنه)
كان عابداً زاهداً كثير الغوص في علم التوحيد لكن لسانه مغلق لا يكاد يفهم عنه، وكان أول ما يبلي من ثوبه موضع ركبتيه من كثرة السجود، والجلوس، وكان ورده في اليوم، والليلة نحو أربعين ألف صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واثني عشر ألف تسبيحة، وأحزاباً، وأسماء، وربما دخل في ورده من اصفرار الشمس فما يقوم منه إلى ضحوة النهار، وكان كثير الشطح تبعاً لشيخه سيدي الشيخ محمد الكعكي المدفون بالقلعة بزاويته بالقرب من سيدي سارية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر على صحبته كل أحد، وكان الغالب عليه محبة الخمول، وعدم الشهرة، وكان لا يسكن إلا في الربوع بين السوقة، والمحترفين وينهي عن سكني الزوايا، والربط، ويقول: ما بقي أهل القرن العاشر يقدرون على القيام بحق الظهور. صحبته رضي الله عنه أكثر من عشرين سنة، وكان يخبرني بما يقع في بيتي وبما يخطر لي، وكان غالب الناس لا يعتقده لكثرة تشعيثه قولا لا فعلا تستراً لحاله رضي الله عنه.
مات رضي الله عنه خامس عشر رجب سنة اثنتين، وخمسين، وتسعمائة، ودفن ببولاق في مقام العارف بالله تعالى سيدي حسين أبي علي رضي الله عنه.
![]() |
![]() |