
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم إبراهيم التيمي (رضي الله عنه)
توفي في حبس الحجاج سنة اثنتين وتسعين، وكان سبب حبسه أن الحجاج طلب إبراهيم النخعي، فجاء الذي طلبه، فقال: أريد إبراهيم، فقال: أنا إبراهيم، فأخذه، وهو لا يعلم أنه إبراهيم التيمي، فأمر الحجاج بحبسه في الديماس، ولم يكن له ظل من الشمس، ولا كن من البرد وكان كل اثنين في سلسلة، فتغير إبراهيم حتى مات، فرأى الحجاج في منامه قائلا يقول: مات الليلة في حبسك رجال من أهل الجنة، فقال: انظروا من مات فوجدوه إبراهيم، فقال: حلم من نزعات الشيطان فمر به، فألقى على المزبلة.
وكان يقول: كفى من العلم الخشية، وكفى من الجهل أن يعجب الرجل بعمله، وكان يقول: حملتنا المطامع على أسوأ الصنائع.
وقيل له: لو تكلمت على الناس عسى أن تؤجر، فقال رضي الله عنه: أما يرضى المتكلم أن ينجو كفافاً. وقال الأعمش رضي الله عنه: قلت لإبراهيم التيمي رضي الله عنه: بلغني أنك تمكث شهراً لا تأكل شيئاً، فقال: نعم وشهرين، وما أكلت منذ أربعين ليلة إلا حبة عنب ناولنيها أهلي فأكلتها، ثم لفظتها في الحال، وكان يقول: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى، فاغسل يديك منه، رضي الله عنه.
![]() |
![]() |