
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (رضي الله عنه)
كان رضي الله عنه يكره صيد البر أيام فراخه رحمة بأمه وبه وكان يقول: تبارك من خلقك وجعلك تنظر بشحم وتسمع بعظم وتتكلم بلحم، وكان رضي الله عنه يقول: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يوماً يوماً، وساعة ساعة، فالساعة التي لا يذكر الله تعالى فيها تتقطع نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت عليه ساعة مع ساعة ويوم مع يوم، وكان رضي الله عنه يقول: أدركنا الناس وهم أول ما يستيقظون ويصلون الصبح يتفكرون في أمر معادهم وما هم صائرون إليه، ثم يفيضون بعد ذلك في الفقه والقرآن. ولد رحمه الله سنة ثمان وثمانين، ومات سنة سبع وخمسين ومائة، وكان مولده ببعلبك، ومات في حمام بيروت دخل الحمام فذهب الحمامي في جماعة وأغلق عليه الباب ثم جاء فوجده ميتاً متوسداً بيمينه مستقبل القبلة.
ودخل عليه المنصور فقال. عظني فقال: ما أحد من الرعية إلا وهو يشكو بلية أدخلتها عليه أو ظلامة سقتها إليه، وكان يقول لقاء الإخوان خير من لقاء الأهل والمال، وكان يقول الفاز من عياله كالآبق لا يقبل الله منه صوماً، ولا صلاة حتى يرجع إليهم، وكان رضي الله عنه، يقول: لو قبلنا من الناس كل ما يعرضون علينا لهنا في أعينهم رضي الله عنه.
![]() |
![]() |