إيجازُ البَيَانِ عَنْ سِيرَةِ فَضِيلةِ الشَّيْخِ رَمَضَانْ
حَيَاةٌ لا مَوْتَ فِيهَا وَمَوْتٌ لا حَيَاةَ فِيه
1- لمحة تاريخية عن دمشق وبلاد الشام:
![]() |
![]() |
1- لمحة تاريخية عن دمشق وبلاد الشام:
دمشق أوَّل مدينة مأهولة في التاريخ، وهي واحدة من أقدم المدن على وجه الأرض، إلى جانب القدس والجيزة، ويذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أنَّ أوَّل حائط وُضع في الأرض بعد طوفان نوحٍ u هو حائط دمشق،[42] وقد كان لسورها سبعةُ أبوابٍ على عدد الكواكب السيَّارة.[43] ودمشق كلمة آشورية تعني الأرض الزاهرة أو العامرة، ويقول البعض إنَّ أصلها عربي من الفعل "دَمْشَقَ" أي "أسرع"، لإسراعهم في بنائها، وقيل أيضً إنَّها سُميت نسبة إلى "دماشق" أحد أحفاد سيدنا نوح u، ومن أسمائها أيضًا: جلَّق، والشام، وشامة الدنيا، والفيحاء.
كانت دمشق عبر التاريخ المركز الحضاري لبلاد الشام، والشام كلمة عامة تشير إلى المنطقة الواسعة التي تضم الآن فلسطين والأردن ولبنان وسورية وهي التي شكلت قلب الحضارة الإسلامية، مع أن دمشق تدعى أيضاً بالشام وهي التي تُقصد عادة إذا أتت غير مضافة، أما إذ قلنا بلاد الشام فهي هذه المناطق الواسعة التي ذكرناها. وكلمة الشام لفظ عربي يرجع إلى تسمية العرب ما هو شمال مكة بالشآم، وما على يمينها باليمان، وقيل كذلك إنه نسبة إلى سام بن نوح u.
تشير أقدم الوثائق التاريخية إلى أنّ الحضارة في دمشق بدأت في الألف الثالث قبل الميلاد، حيث سكنها الآراميون ثم الآشوريون ثم الكلدانيون ثم الفرس ثم الرومان. ومع ظهور المسيح ابن مريم، u، أصبحت دمشق أهم مركز مسيحي في الحضارة اليونانية الهلنستية التي ازدهرت فيها لعدة قرون. وفي عهد أمير المؤمنين الفاورق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح المسلمون دمشق سنة 14هـ/635م، ثم اتخذه الأمويون عاصمة لهم.
بعد ذلك تراجعت مكانتها قليلاً حين تحول العباسيون إلى بغداد ودخلت جيوشهم دمشق لتقضي على بني أمية. ومع نهاية الدولة العباسية توالى على دمشق عدد من الدول الإسلامية كالدولة الطولونية، والفاطمية، والقرامطة، والسلاجقة، إلى أن تعرضت للحملات الصليبية التي ضربت المنطقة في القرنين الخامس والسادس للهجرة. وبعد حروب عديدة استطاع معين الدين أنر، ومن بعده نور الدين محمود زنكي، فكَّ الحصار عن دمشق وتوحيدها مع حلب، ثم توحيدهما مع مصر بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي الذي تصدى للصليبيين ونجح في فتح القدس سنة 583هـ/1187م. ولكن دمشق لم تلبث بعد ذلك أن تعرَّضت إلى ضربة قاسية من الغزو المغولي الذي ما لبث أن أفضى إلى العصر المملوكي ثم إلى الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول الذي أبدى تجاهها اهتماماً جيِّداً ورمَّم وشيَّد العديد من الجوامع والمدارس والأسواق والحمَّامات العامَّة.
![]() |
![]() |






