كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
وما المبشرات؟ فقال: "رؤيا المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة". ويضيف الشيخ محي الدين أن هذا حديث حسن صحيح من حديث أنس بن مالك[1] حدثه به إمام المقام بالحرم المكي الشريف تجاه الركن اليماني سنة أربع وستمائة شيخه مكين الدين أبو شجاع زاهر بن رستم الأصفهاني البزار وغيره.[2]
مبشرة في الركعتين عقب الطواف (مكة 604/1208)
يقول الشيخ محي الدين رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النوم حين كان بمكة سنة أربع وستمائة وهو يقول: يا مالكيّ هذا، أو يا ساكنيّ هذا البيت: مُرُوا من يطوف به أن يصلي عقيب طوافه ركعتين في أي وقت كان، فإن الله يخلق من صلاته ملكاً يعظّم الله، (أو يسبّحه، يقول الشيخ محي الدين أن الشك منه)، إلى يوم القيامة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يسنّ صلاة ركعتين بعد الطواف كما أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف، في الحج أو العمرة، أوّل ما يقدم سعى ثلاثة أطواف، ومشى أربعة، ثم سجد سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة.[3]
الفترة من 604/1208-606/1209
وهنا نفقد أثر الشيخ محي الدين ابن العربي مرّة أخرى لأكثر من سنة، فنعلم أنه كان في حلب سنة 606 ولكن لا ندري متى وصل إليها. من المحتمل أن يكون قضى هذه الفترة في دمشق.
الرحلة نحو الشمال، الدورة الثانية (606/1209-608/1211)
وكذلك لا نعرف على وجه التحديد متى غادر الشيخ محي الدين مكة المكرمة هذه المرّة، ولكننا نجده بعد أكثر من سنة شمال سورية في مدينة حلب حيث ألّف كتاب التجليات وكان أيضاً يتدارس الحديث الشريف مع الشيخ أبي الحسن البجائي الذي أنقذه في مصر كما ذكرنا أعلاه.[4] بعد ذلك عاد ابن العربي إلى مكة المكرّمة مرورا بدمشق وربما بغداد حيث التقى فيها بالمؤرخ الشهير ابن الدبيثي وتلميذه ابن النجار.
[1] انظر أيضاً في سنن الترمذي، حديث رقم 2374، 2381.
[2] الفتوحات المكية: ج2ص376.
[3] صحيح البخاري، الجزء الأول، باب: من طاف بالبيت إذا قدم مكة ...، حديث رقم 1537.
[4] نفح الطيب: ج2ص175.