موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

رسالة في الطريق الى الله

للشيخ نجم الدين الكبرى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد نبيه ظاهرا وباطنا قال الشيخ الإمام العالم قدوة المحققين نجم الدين أبو الجناب احمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الخيوقي الصوفي المعروف بنجم الدين الكبرى قدس الله روحه ونور ضريحه :
( الطرق إلى الله تعالى كثيرة بعدد أنفاس الخلائق ) وطريقنا الذي نشرع في شرحه أقرب الطرق إلى الله تعالى وأوضحها وأرشدها وذلك لأن الطرق مع كثرة عددها محصورة في ثلاثة أنواع :

  1. أولها : طريق أرباب المعاملات بكثرة الصوم والصلاة وتلاوة القرآن والحج والجهاد وغيرها من الأعمال وهو طريق الأخيار ، فالواصلون بهذا الطريق في الزمان الطويل أقل من القليل .
  2. وثانيها : طريق لأرباب المجاهدات والرياضات وتبديل الأخلاق وتزكية النفس وتصفية القلب وتحلية الروح والسعي فيما يتعلق بعمارة الباطن وهو طريق الأبرار ، فالواصلون بهذا الطريق أكثر من ذلك الفريق ، ولكن وصول النوادر منهم من النوادر ولذلك لما سئل بن منصور إبراهيم الخواص : في أي مقام تروض نفسك ؟ قال : أروض نفسي في مقام التوكل منذ ثلاثين سنة .
    قال : أفنيت عمرك في عمارة الباطن فأين أنت من الفناء في الله .
  3. وثالثها : طريق السائرين إلى الله والطائرين بالله وهو طريق الشطار من أهل المحبة السالكين بالجذبة ، فالواصلون منهم في البدايات أكثر من غيرهم في النهايات ، فهذا الطريق المختار مبنى على الموت بالإرادة ، كما أن الموت رجوع بغير إرادة لقول النبي :( موتوا قبل أن تموتوا ) وهو محصور في عشر فصول ،

وهي:

  1. أولها : التوبة ، وهو الرجوع إلى الله تعالى بالإرادة كما أن الموت رجوع بغير إرادة لقوله تعالى :(ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً) وهو الخروج عن الذنوب كلها ، والذنب ما يحجبك عن الله من مراتب الدنيا والآخرة فالواجب على الطالب الخروج عن كل مطلوب سواه حتى الوجود كما قيل : وجودك ذنب لا تعايبه.
  2. وثانيها : الزهد في الدنيا والآخرة لقوله : ( الدنيا حرام على أهل الآخرة ، والآخرة حرام على أهل الدنيا ، وهما حرامان على أهل الله تعالى ).
  3. وثالثها : التوكل على الله تعالى ، وهو الخروج عن الأسباب ، والسبب ثقة بالله تعالى كما هو بالموت لقوله تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .
  4. ورابعها : القناعة ، وهو الخروج عن الشهوات النفسانية والتبعات الحيوانية كما هو بالموت إلا ما اضطر إليه من حاجة الإنسان فلا يسرف في المأكول والملبوس والمسكن ويقتصر على ما لا بد له من قوته .
  5. وخامسها : العزلة ، وهي الخروج عن مخالطة الخلق بالانزواء والانقطاع إلا عن خدمة شيخ واصل مربي له وهو كالغسال للميت بين يدي الغاسل يتصرف فيه كيف يشاء ليغسله بماء الولاية عن جنابة الأجنبية ولوث الحدوث وأصل العزلة ، عزل الحواس عن التصرف في المحسوسات ، فأن كل آفة وفتنة ابتلى الروح بها وكانت تقوية النفس وتربية صفاتها دخلت من روزونة الحواس وبها استشعبت الروح النفس إلى أسفل السافلين وقيدته بها واستولت عليه وبالخلوة وعزل الحواس ينقطع مدد النفس من الدنيا والشيطان وإعانة الهوى كما إن الطبيب في معالج المريض شغله أولاً بالاحتماء عما يضره ويزيد في علل مرضه فينقطع عنه بذلك مدد المواد الفاسدة التي منها ينبعث المرض وينقى به المواد وقد روي : ( الحمية رأس كل دواء) ثم يعالجه بمسهل يزيل عنه المواد الفاسدة ويقوي به الطبيعة والحرارة الغريزية ليزول عنه المرض بدفع الطبيعة ويجذب الصحة فالمسهل هاهنا بعد الاحتماء وتنقية المواد الفاسدة هو الذكر الدائم .
  6. وسادسها : ملازمة الذكر، وهو الخروج عن ذكر ما سوى الله تعالى بالنسيان ، قال الله تعالى : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) أي إذا نسيت غير الله كما هو بالموت فأما نسبة المسئلة بالذكر وهي كلمة ( لا إله إلا الله ) فإنه معجون مركب من النفي والإثبات ، فبالنفي يزيل المواد الفاسدة التي يتولد منها مرض القلب وقيود الروح وتقوية وتربية صفاتها وهي الأخلاق الذميمة النفسانية والأوصاف الشهوانية وتعلقات الكونين وبإثبات ( إلا الله ) وبنوره يحصل صحة القلب وسلامته عن الرذائل من الأخلاق الذميمة بانحراف مزاجه الأصلي واستواء مزاجه وتنور حياته بنور الله فيتجلى الروح بشواهد الحق وتجلى ذاته وصفاته وأشرقت ارض النفس بنور ربها وزالت عنها ظلمات صفاتها ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) فعلى قضية (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) تتبدل الذاكرية بالمذكورية والمذكورية بالذاكرية ويفنى الذاكر في الذكر ويبقى المذكور خليفة للذاكر ، فإذا طلبت الذاكر وجدت المذكور ، وإذا طلبت المذكور وجدت الذاكر ، فإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصر تنا.
  7.  وسابعها : الصدق إلى الله تعالى بكلية وجوده وهو الخروج عن كل داعية تدعوه إلى غير الحق كما هو بالموت ، فلا يبقى له محبوب ولا مطلوب ولا مقصود ولا مقصد إلا الله تعالى ، ولو عرض عليه جميع مقامات الأنبياء والمرسلين فلا يلتفت إليها بالإعراض عن الله تعالى لحظة كما قال الجنيد رحمه الله : ( لو أقبل صديق على الله ألف سنة ثم أعرض عنه لحظة فما فاته أكثر مما ناله ).
  8. وثامنها : الصبر ، وهو الخروج عن حظوظ النفس بالمجاهدة والمكابدة كما هو بالموت والثبات على نظامها عن مألوفاتها ومحبوباتها بتزكيتها وخمودها وشهواتها والاستقامة على الطريقة المثلى فتصفية القلب وتخلية الروح قال الله تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ).
  9. وتاسعها : المراقبة ، وهو الخروج عن حوله وقوته كما هو بالموت ، مراقباً لمواهب الحق ، معترضا لنفحات ألطافه ، معرضا عما سواه ، مستغرقا في بحر هواه ، مشتاقا إلى لقائه ، إليه يحن قلبه لديه بأن روحه به يستعينه عليه وبه يستغيث إليه ، حتى يفتح له باب رحمة ، رحمة لا ممسك لها ، ويغلق عليه باب عذاب لا فتح له ، فيفوز بنور ساطع من الله ، رحمة الله على النفس ، تزول ظلمة إماراتها في لحظة ما لا تزول في ثلاثين سنة بالمجاهدات والرياضات كما قال الله تعالى ( إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) وهم الأخيار بل تبدل سيئات النفس بحسنات الروح لقوله تعالى : (فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ) وهم الأبرار بل تكون حسنات الأبرار سيئات المقربين بحسنات ألطافه لقوله تعالى : (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ) فهذه الزيادة حسنات ألطاف الحق ذلك فضل الله يؤته من يشاء .
  10. وعاشرها : الرضا ، وهو الخروج عن رضا النفس بالدخول في رضا الله تعالى بالتسليم للأحكام الأزلية والتفويض إلى تدبير الأبدية بلا إعراض ولا اعتراض كما هو بالموت قال بعضهم شعراً :
    وكلت إلى المحبوب أمري كله *** فإن شاء أحياني وإن شاء أتلفا
    فمن يموت بإرادة عن هذه الأوصاف الظلمانية يحييه الله بنور عنايته كما قال تعالى : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَبِخَارِجٍ مِنْهَا ) أي من كان ميتا بأوصاف نفسه الظلمانية في شجرة الإنسانية أحييناه بأوصافنا الربانية ( وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ) أي بذلك النور في سرائر الناس يمشي بالفراسة ويشاهد أحوالهم (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ) أي كمن بقي في ظلمات شجرة الإنسانية ليس بخارج منها لا بزهرية المؤمنية ولا بثمار الولاية والنبوة .

بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!