موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الإسفار عن نتائج الأسفار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

سفر الخوف

 

 


فررت منى اليه * أو خفت منه عليه

وذاك من جهل نفسي * بما تؤل اليه

قال تعالى ( فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ )وقال تعالى ( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ ).

ما مر يوم علينا الا بكيت عليه * إذا مشى وتقضى بما يؤل اليه

انى رأيت أمورا وكلها في يديه * تجرى على حكم وقتي والحكم في لديه

الخوف من مقام الايمان قال اللّه تعالى ( فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )

وقال في حق الملائكة ( يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ )

وافعالهم افعال الخائفين وقال في حق طائفة يمدحهم

 ( يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ )

فلكل موطن خوف يخصه إذا حققت فما متعلق كل خوف الا ما يكون من اللّه وهو محدث فما الخوف الا من المحدثات واللّه يوجد في ذلك فتعلق خوفنا بالموجد

لذلك وهذا قوله وخافونى ان كنتم مؤمنين فجعل الخوف نتيجة الايمان فإنه موقوف على العلم الإلهي الذي يأتي به الصادق من عند اللّه

فان العلم من غير ايمان لا يعطيه ولا سيما وقد دل الدليل ان العالم مصنوع للّه تعالى وثبت انه تعالى عليم حكيم فخرج العالم على أحسن صنعه من عالم .

فما ثم ما يدل على فساده لكن ينتقل من حال إلى حال ومن منزل إلى منزل فهذ غير محال ولهذا الانتقال حصل الخوف عند الرجال من اللّه لا يعرفون مراد اللّه فيهم ولا إلى اين ينقلهم ولا في اى صفة وطبقة يميزهم فلما ابهم الامر عليهم عظم خوفهم منه اما خوف الملائكة فهو خوف يزول عن مرتبة إلى مرتبة أدنى ولا سيما وقد روى أن إبليس كان من اعبد الخلق للّه تعالى

وحصل له الطرد والبعد من السعادة التي كان يرجوها في عبادته من اللّه تعالى لما حقت عليه كلمة العذاب عاد إلى أصله الذي خلق منه وهو النار

فما عذب الا به فسبحان الحكم العدل ورجال اللّه يخافون من الاستبدال وهذ الذي يدعوهم إلى تفقد أحوالهم مع اللّه عز وجل في كل نفس ولا سيم

واللّه يقول

 ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ ل يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ )يعنى فيما وقع منهم من المخالفة لامر اللّه بل يكونون على أتم قدم وأقواه في طاعة اللّه .

فلو لا اللّه ما عرف المقام * ولا وجد الوراء ولا الامام

فباللّه وجدنا واليه دعينا ورددن ( أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ )ولما اقامنى اللّه في مقام الخوف كنت أخاف من ظلى ان انظر اليه لئل يحجبنى عن اللّه وعلى هذا كله فما هي الدنيا دار أمان ولو بشر الانسان بالسعادة فإنها محل نقص الحظوظ

وسبب ذلك انما هو التكليف الشرعي فإذا زال التكليف الذي هو خطاب الشارع بالامر والنهى ارتفع عن العبد الخوف العرضي وبقيت له الهيبة فيكون خوفه هيبة للمشهد الإلهي قال الشاعر يصف اجلال حضرة قوم .

كأنما الطير منهم فوق أرؤسهم * لا خوف ظلم ولكن خوف اجلال

جعلنا اللّه من أهل الهيبة والتعظيم فان ذلك لا يكون الا من استيلاء العظمة بسلطانها على قلب العبد المعتنى به في المشاهد القدسية الإلهية واعلم أن الخفا في اللسان هو الظهور قال امرؤ القيس .

خفاهن من انفاقهن

اى اظهرهن يعنى اليرابيع فان اليرابيع تجعل لجحرتها التي تتخذها في الأرض بابين إذا جاء الصائد من الباب الواحد خرج من الباب الآخر ويسمى ذلك الجحر النافقاء ومنه سمى المنافق منافقا لان له وجهين وجها يقابل به المؤمنين

ويظهر انه معهم ووجها يقابل به الكفار ويظهر أنه معهم فجعلوا لمن هذه صفته اسم المنافق واللّه يقول في حق من قال ( نَفَقاً فِي الْأَرْضِ )

يقول إن طلبك الأعداء من جانب خرجت من الجانب الآخر طلبا للسلامة منهم ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فتكون من أهل باب واحد وكان المنافقون في زمان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأتون إلى المؤمنين بوجه به يظهرون انهم معهم ويأتون إلى المشركين بوجه يظهرون به انهم معهم ويقولون ( إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ )

واخبر اللّه تعالى ( انه يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ )بذلك الفعل الذي يفعلونه مع المؤمنين وهم لا يشعرون فهذا من مكر اللّه بهم

وهو قوله تعالى ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ ل يَشْعُرُونَ )فان شعر به فليس بمكر .


mdtxDk12MpU

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!