موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب عوارف المعارف

للشيخ الإمام شهاب الدين عمر السهروردي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


مقدمة المؤلف

مقدمة المؤلف

الحمد لله العظيم شأنه، القوي سلطانه، الظاهر إحسانه، الباهر حجته وبرهانه، المحتجب بالجلال والمنفرد بالكمال، والمتردي بالعظمة في الآباد والآزال، لا يصوره وهم وخيال، ولا يحصره حد ومثال، ذي العز الدائم السرمدي، والملك القائم اليدمومي، والقدرة الممتنع إدراك كنهها، والسطوة المستوعر طريق استيفاء وصفها،

نطقت الكائنات بأنه الصانع المبدع، ولاح من صفحات ذرات الوجود بأنه الخالق المخترع، وسم عقل الإنسان بالعجز والنقصان، وألزم فصيحات الالسن وصف الحصر في حلبة البيان، وأحرقت سبحات وجهه الكريم أجنحة طائر الفهم، وسدت تعززا وجلالا مسالك الوهم، وأطرق طامح البصيرة تعظيما وإجلالا، ولم يجد من فرط الهيبة في فضاء الجبروت مجالا، فعاد البصر كليلا، والعقل علىلا، ولم ينتهج إلى كنه الكبرياء سبيلا.

فسبحان من عزت معرفته لو لا تعريفه، وتعذر على العقول تحديده وتكييفه، ثم ألبس قلوب الصفوة من عباده ملابس العرفان، وخصهم من بين عباده بخصائص الإحسان، فصارت ضمائرهم من مواهب الأنس مملوءة، ومرائي قلوبهم بنور القدس مجلوة.

فتهيأت لقبول الإمداد القدسية، واستعدت لورود الأنوار العلوية، واتخذت من الأنفاس العطرية بالأذكار جلاسا، وأقامت على الظاهر والباطن من التقوى حراسا، وأشعلت في ظلم البشرية من اليقين نبراسا، واستحقرت فوائد الدنيا ولذاتها، وأنكرت مصايد الهوي وتبعاتها، وامتطت غوارب الرغبوت والرهبوت، واستفرشت بعلو همتها بساط الملكوت، وامتدت إلى المعالي أعناقها، وطمحت إلى اللامع العلوي أحداقها، واتخذت من الملأ الأعلى مسامرا ومحاورا، ومن النور الأغر الأقصي مزاورا ومجاورا.

أجساد أرضية بقلوب سماوية، وأشباح فرشية بأرواح عرشية، نفوسهم في منازل الخدمة سيارة، وأرواحهم في فضاء القرب طيارة، مذاهبهم في العبودية مشهورة، وأعلامهم في أقطار الأرض منشورة، يقول الجاهل بهم فقدوا وما فقدوا، ولكن سمت أحوالهم فلم يدركوا، وعلا مقامهم فلم يملكوا، كاثنين بالجثمان، بائنين بقلوبهم عن أوطان الحدثان، لأرواحهم حول العرش تطواف، ولقلوبهم من خزائن البر أسعاف، يتنعمون بالخدمة في الدياجر، ويتلذذون من وهج الطلب بظما الهواجر.

تسلوا بالصلوات عن الشهوات، وتعوضوا بحلاوة التلاوة عن اللذات، يلوح من صفحات وجوههم بشر الوجان، وينم على مكنون سرائرهم نضارة العرفان.

لا يزال في كل عصر منهم علماء، بالحق دعاة للخلق، منحوا بحسن المتابعة رتبة الدعوة، وعلوا للمتقين قدوة، فلا يزال تظهر في الخلق آثارهم، وتزهر في الآفاق أنوارهم.

من اقتدي بهم اهتدي، ومن أنكرهم ضل واعتدي.

فلله الحمد على ما هيأ للعباد من بركة خواص حضرته من أهل الوداد، والصلاة على نبيه ورسوله محمد، وآله وأصحابه الأكرمين الأمجاد.

ثم إن إيثاري لهدي هؤلاء القوم، ومحبتي لهم علما بشرف حالهم، وصحة طريقتهم المبنية على الكتاب والسنة، المتحقق بهما من الله الكريم الفضل والمنة، حداني أن أذب عن هذه العصابة بهذه الصبابة، وأولف أبوابا في الحقائق والآداب، معرفة عن وجه الصواب فيما اعتمدوه، مشعرة بشهادة صريح العلم لهم فيما اعتقدوه، حيث كثر المتشبهون واختلفت أحوالهم، وتستر بزيهم المتسترون وفسدت أعمالهم، وسبق إلى قلب من لا يعرف أصول سلفهم سوء ظن، وكاد لا يسلم من وقيعة فيهم وطعن، ظنا منه أن حاصلهم راجع إلى مجرد رسم، وتخصصهم عائد إلى مطلق اسم.

ومما حضرني فيه من النية، أن أكثر سواد القوم بالاعتزاء إلى طريقهم، والإشارة إلى أحوالهم، وقد ورد “من كثر سواد قوم فهو منهم” وأرجو من الله الكريم صحة النية فيه، وتخليصها من شوائب النفس.

وكل ما فتح الله تعالى على فيه، منح من الله الكريم وعوارف، وأجل المنح عوارف المعارف.

والكتاب يشتمل على نيف وستين بابا. والله المعين.

الباب الأول: في منشأ علوم الصوفية

الباب الثاني: في تخصيص الصوفية

الباب الثالث: في بيان فضيلة علم الصوفية والإشارة إلى أنموذج منها الباب الرابع: في شرح حال الصوفية واختلاف طريقهم فيها.

الباب الخامس: في ذكر ماهية التصوف

الباب السادس: في ذكر تسميتهم بهذا الاسم

الباب السابع: في ذكر المتصوف والمتشبه

الباب الثامن: في ذكر الملامتي وشرح حاله

الباب التاسع: في ذكر من انتمي إلى الصوفية وليس منهم

الباب العاشر: في شرح مرتبة المشيخة

الباب الحادي عشر: في شرح حال الخادم ومن يتشبه به

الباب الثاني عشر: في شرح خرقة المشايخ الصوفية

الباب الثالث عشر: في فضيلة سكان الربط

الباب الرابع عشر: في مشابهة أهل الربط بأهل الصفة

الباب الخامس عشر: في خصائص أهل الربط فيما يتعاهدونه بينهم

الباب السادس عشر: في اختلاف أحوال المشايخ بالسفر والمقام

الباب السابع عشر: فيما يحتاج المسافر إليه من الفرائض والنوافل والفضائل

الباب الثامن عشر: في القدوم من السفر ودخول الرباط والأدب فيه

الباب التاسع عشر: في حال الصوفي المتسبب

الباب العشرون: في حال من يأكل من الفتوح

الباب الحادي والعشرون: في شرح حال المتجرد من الصوفية والمتأهل

الباب الثاني والعشرون: في القول في السماع قبولا وإيثار

الباب الثالث والعشرون: في القول في السماع ردا وإنكار

الباب الرابع والعشرون: في القول في السماع ترفعا واستغناء

الباب الخامس والعشرون: في القول في السماع تأدبا واعتناء

الباب السادس والعشرون: في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية

الباب السابع والعشرون: في ذكر فتوح الأربعينية

الباب الثامن والعشرون: في كيفية الدخول في الأربعينية

الباب التاسع والعشرون: في ذكر أخلاق الصوفية وشرح الخلق

الباب الثلاثون: في ذكر تفاصيل الأخلاق

الباب الحادي والثلاثون: في الأدب ومكانه من التصوف

الباب الثاني والثلاثون: في آداب الحضرة لأهل القرب

الباب الثالث والثلاثون: في آداب الطهارة ومقدماته

الباب الرابع والثلاثون: في آداب الوضوء وأسراره

الباب الخامس والثلاثون: في آداب أهل الخصوص والصوفية فيه

الباب السادس والثلاثون: في فضيلة الصلاة وكبر شأنه

الباب السابع والثلاثون: في وصف صلاة أهل القرب

الباب الثامن والثلاثون: في ذكر آداب الصلاة وأسراره

الباب التاسع والثلاثون: في فضل الصوم وحسن أثره

الباب الأربعون: في أحوال الصوفية في الصوم والإفطار

الباب الحادي والأربعون: في آداب الصوم ومهامه

الباب الثاني والأربعون: في ذكر الطعام وما فيه من المصلحة والمفسدة

الباب الثالث والأربعون: في آداب الأكل

الباب الرابع والأربعون: في ذكر آدابهم في اللباس ونياتهم ومقاصدهم فيه

الباب الخمس والأربعون: في ذكر فضل قيام الليل

الباب السادس والأربعون: في الأسباب المعينة على قيام الليل

الباب السابع والأربعون: في آداب الانتباه من النوم والعمل بالليل

الباب الثامن والأربعون: في تقسيم قيام الليل

الباب التاسع والأربعون: في استقبال النهار والأدب فيه

الباب الخمسون: في ذكر العمل في جميع النهار وتوزيع الأوقات

الباب الحادي والخمسون: في آداب المريد مع الشيخ

الباب الثاني والخمسون: فيما يعتمده الشيخ مع الأصحاب والتلامذة

الباب الثالث والخمسون: في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر

الباب الرابع والخمسون: في أداء حقوق الصحبة والأخوة في الله تعالى

الباب الخامس والخمسون: في آداب الصحبة والأخوة

الباب السادس والخمسون: في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك

الباب السابع والخمسون: في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزه

الباب الثامن والخمسون: في شرح الحال والمقام والفرق بينهم

الباب التاسع والخمسون: في الإشارة إلى المقامات على الاختصار أو الإيجاز

الباب الستون: في ذكر إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب

الباب الحادي والستون: في ذكر الأحوال وشرحه

الباب الثاني والستون: في شرح كلمات من اصطلاح الصوفية مشيرة إلى الأحوال

الباب الثالث والستون: في ذكر شيء من البدايات والنهايات وصحته

فهذه الأبواب تحررت بعون الله تعالى، مشتملة على بعض علوم الصوفية وأحوالهم ومقاماتهم، وآدابهم وأخلاقهم، وغرائب مواجيدهم، وحقائق معرفتهم وتوحيدهم، ودقيق إشاراتهم، ولطيف إصطلاحاتهم.

فعلومهم كلها أنباء عن وجدان، واعتزاء إلى عرفان، وذوق تحقق بصدق الحال، ولم يف باستيفاء كنهه صريح المقال، لأنها مواهب ربانية، ومناهج حقانية، استنزلها صفاء السرائر، وخلوص الضمائر، فاستعصت بكنهها على الإشارة، وطفحت على العبارة، وتهادتها الأرواح بدلالة التسام والائتلاف، وكرعت حقائفها من بحر الألطاف، وقد اندرس كثير من دقيق علومهم، كما أنطمس كثير من حقائق رسومهم.

وقد قال الجنيد رحمه الله: علمنا هذا قد طوي بساطة منذ كذا سنة، ونحن نتكلم في حواشيه.

بدا هذا القول منه في وقته مع قرب العهد بعلماء السلف وصالحي التابعين، فكيف بنا مع بعد العهد وقلة العلماء الزاهدين، والعارفين بحقائق علوم الدين.

والله المأمول أن يقابل جهد المقل بحسن القبول، والحمد لله رب العالمين.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!