موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب بستان العارفين

للشيخ الإمام يحيى بن شرف النووي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


من كرامات أبي مسلم رضي الله عنه

ومن نفائس كراماته ما رواه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في كتاب الزهد له، أن أبا مسلم الخولاني رضي الله عنه مرَّ بدجلة وهي ترمي الخشب من برها، فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل تعتقدون من متاعكم شيئاً فندعوا الله عز وجل؟.

ورواه من طريق آخر، وفيه أنه وقف على دجلة، ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم ذكر آلاءه ونعمائه، وذكر سير بني إسرائيل في البحر، ثم نهر دابته فانطلقت تخوض له الدجلة، وأتبعه الناس، حتى قطعها الناس رضي الله عنه. ص 178

وبإسناد الإمام أحمد رحمه الله أيضاً: أن أبا مسلم كان بأرض الروم، فبعث الوالي سرية، ووقت لهم وقتاً، فأبطأوا عن الوقت، فاهتم أبو مسلم بإبطائهم، فبينما هو يتوضأ على شط نهر وهو يحدث نفسه في أمرهم إذ وقع غراب على شجرة مقابلة فقال: يا أبا مسلم! اهتممت بأمر السرية؟ فقال: أجل؛ فقال: لا تهتم فإنهم قد غنموا وسلموا وسيردون عليكم يوم كذا في وقت كذا وكذا. فقال له أبو مسلم: من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا مفرح قلوب المؤمنين. فجاء القوم في الوقت الذي ذكر على ما ذكر.

وبإسناد أحمد رضي الله عنه: أن أبا مسلم كان جالساً مع أصحابه في أرض الروم يحدثهم، فقالوا: ي أبا مسلم! قد اشتهينا اللحم فلو دعوت الله تعالى فرزقنا! فقال: اللهم قد سمعت قولهم، وأنت على ما سألوا قادر. فما كان إلا أن سمعوا صياح أهل العسكر، فإذا بظبي قد أقبل حتى مرَّ بأصحاب أبي مسلم فوثبوا إليه فأخذوه.

وبإسناد أحمد رضي الله عنه أن الناس قحطوا على عهد معاوية رضي الله عنه، فخرج يستسقي بهم، فلم وصلوا إلى المصلى قال معاوية لأبي مسلم:

قد ترى ما حلَّ بالناس! فادع الله تعالى. فقال: أفعل على تقصيري؟! فقام وعليه برنس، فكشف البرنس عن رأسه ثم رفع يديه ثم قال:

اللهم إنَّ منك نستمطر، وقد جئت إليك بذنوبي، فلا تخيبني، فما انصرفوا حتى سقوا، فقال أبو مسلم: اللهم إن معاوية أقامني مقام  سمعة، فإن كان لي عندك خير فاقبضني إليك. وكان ذلك يوم الخميس، فمات أبو مسلم يوم الخميس المقبل، رضي الله تعالى عنه.

وبإسناد الحافظ أبي طاهر السلفي، عن شرحبيل بن مسلم أن الأسود بن قيس العنسي الكذاب، لما ادعى النبوة باليمن بعث إلى أبي مسلم الخولاني! فلما جاءه قال: أتشهد أني رسول الله؟! قال: ما أسمع قال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم. فردد ذلك عليه، فأمر بنار عظيمة فأججت! فألقى فيها أبا مسلم فلم تضره.

فقيل: انفه عنك وإلا أفسد عليك من تبعك؟ فأمره بالرحيل.

فأتى أبو مسلم المدينة وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر رضي الله تعالى عنه، فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد، فقام يصلي إلى سارية، فبصر به عمر رضي الله عنه فقام إليه فقال: من الرجل؟

فقال: من أهل اليمن، قال: فلعلك الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذلك عبد الله بن ثوب. قال: نشدتك الله أنت هو؟ قال: اللهم نعم، فاعتنقه ثم بكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر رضي الله عنهم فقال:

الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم عليه الصلاة والسلام خليل الرحمن. قلت: هذا من جل الكرامات، وأنفس الأحوال الباهرات.

وقوله: ل أسمع! يحتمل وجهين: أحدهما معناه: لا أقبل، والثاني: أنه على ظاهرة وأن الله تعالى سد مسامعه عن هذا الباطل الشديد الفحش. وقد اقتصر بعض الأئمة على الاحتمال الأول، والاحتمال الثاني عندي أظهر.‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!