موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الدرة البيضاء

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

[سبب ترتيب نضد العالم]

 

 


فإذا تقرر ما ذكرناه وتكلم أحد، أو تكلمنا، على ترتيب نضد العالم، وتوقف بعضه على بعض؛ فإنما نتكلم عليه على حسب ما رتبه الله، لا على أن ذلك تقتضيه حقيقته، وأنه لا يجوز إلا ذلك، بل يمكن هذا الترتيب، ويمكن خلافه، ويمكن أن يوجد الله عالَم الأجسام قبل عالَم الأرواح، كما يقول بعض مخالفي أهل الحق أن النفوس الجزئية متأخرة عن وجود الأجسام، والممكن لا يصير واجباً أبداً لذاته، ولا يُعقل وجوب شيء إلا لذاته، والوجوب الشرعي لا يزيل الممكن عن حقيقة إمكانهُ ولو صح أن يصير الممكن واجباً يقتضيه العقل لاقتضى أيضاً أن يصير الواجب ممكناً، وأدى ذلك إلى بطلان الحقائق، ولم يبق بأيدينا علم أصلاً!

 

فلا بد أن يبقى الممكن ممكنا، لأنه لنفسه هو ممكن، والواجب واجباً، لأنه لنفسه هو واجب، والمحال محالاً، لأنه لنفسه هو محال.

 

فهذا بعض ما أجرى الله تعالى في الوقت، على ضيقه، من الجواب في هذه المسألة، وبسطنا القول فيها وكررنا من أجل فهم الناظر فيها، فإنه ليس كل فهم يكون له سرعة النفوذ، وفهم الكلام الموجز، والله سبحانه ينفعنا بالعلم، ويجعلنا من أهله بمنِّهِ لا رب غيره.

 

تم الجواب، والحمد لله الوهاب، الجواد المحسان، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.



[1] هو أبو الطاهر، شمس الدين إسماعيل بن سودكين بن عبد الله النوري: صوفي أصله من تونس، وصحب الشيخ محي الدين، وشرح بعض كتبه، منها التجليات الإلهية. وله كتب أخرى، مثل: لواقح الأسرار ولوائح الأنوار (سبعة أجزاء)، وتحفة التدبير (في الكيمياء)، وكتاب وسائل السائل. توفي سنة 646 ه / 1248 م.

[2] من هنا تتضح فداحة من يتهم الشيخ الأكبر بأنه يقول بقدم العالم، كيف يصح ذلك وهو الذي افتتح الفتوحات بقوله: "الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم".

[3]  لعلَّ هذا الفارق الدقيق، الموضح هنا، هو السبب في إساءة فهم الكثير من عبارات الشيخ الأكبر والتي كثيرا ما تكون مختصرة ودقيقة، وخاصة في كتاب فصوص الحكم. فالموجودات مفتقرة إلى الباري سبحانه في إيجاد أعيانها من العدم (الإمكاني) إلى الوجود (الآني)، وأما الأعيان بحد ذاتها فهي ثابتة في علمه سبحانه، وعلمه غير محدث، فبهذا لا تكون الأعيان مفتقرة إلى الخالق، ولكن لا نقول إنها غنية عن الخالق، بل لا ينطلق عليها الغنى والفقر لأنها ثابتة في الأزل، وما طرأ عليها سوى وجودها الآني من عدمها الإمكاني. من أجل ذلك لا بدَّ أن يكون الوجود آنيا، إذ لو استمرَّ وجود العين زمانين لكانت غنية عن الإيجاد، وهذا لا يكون، فالأعيان ثابتة في الإمكان، والأعراض زائلة في الآن. ومن هنا كذلك يمكن فهم سر الأزل الذي أشار إليه الشيخ في كتاب الأزل، حيث قال إن (في الأزل نكتة عجيبة، وهو أن العالم لما ظهر بدعوى الظهور أراد الحق أن يطمسه بأزليته؛ فلا يبقي للمحدث أثر. فتجلى "أزل" ففني العالم بظهور الألف من "أزل" خاصة، وبقي "زل"، في حق العالم: كأن سائلاً سأل أين العالَم؟ فقيل له: زلَّ بظهور ألف الذات! والألف هي المطلوبة من الأزل خاصة من أجل الأحدية.). فالألف في تجل دائم، والكون في زوال لازم، لا يدوم سوى زمن وجوده، وهو زمن فرد، غير ممتد، فهو لا يدوم أبداً.

[4] فكرة الأعيان الثابتة ...

[5] يتضح من هذه العبارة أن هذا الكتاب منقول من كلام الشيخ محي الدين، وليس هو من كتبه. ويعزز ذلك أيضاً العنوان الكامل لهذا الكتاب، وهو: "جواب عن مسألة الدرة البيضاء" أي إن الشيخ قال هذا الكلام إجابة على سؤال، فربما قام السائل أو أحد التلاميذ بتدوين هذا الجواب كما سمعه من الشيخ محي الدين. من أجل ذلك أيضاً نجد أن بعض العبارات أقرب إلى الحديث العام منها إلى النص المنسق والمدقق.

[6]  العبارة من " أي إنَّه مفتقر ..." إلى هنا، سقطت من المخطوطات.

[7] المخطوطات غير مشكلة، وهذا الضبط من المحقق، والله أعلم.

[8] هو أبو الحكم عَبْد السَّلام بن عَبْد الرحمن بن محمد اللخمي الإشبيلي، صوفي من الأندلس. من آثاره «شرح أسماء الله الحسنى» وكتاب في تفسير القرآن لم يكمله. توفي بمراكش سنة 536 ه‍ـ / 1141 م.

[9] بو محمد سهل بن عبد الله بن يونس التستري، هو من علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري، وصفه أبو عبد الرحمن السلمي بأنه «أحد أئمة الصوفية وعلمائهم والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضيات وعيوب الأفعال»، أصله من "تستر" أحد مدن محافظة خوزستان الموجودة حاليًا في إيران. له كتاب في «تفسير القرآن» وكتاب «رقائق المحبين» وغير ذلك.

[10] هذا الفهم العميق متناسب مع ميكانيك

[11]  هذه العبارة غير واضحة في المخطوطات، وقد تم هنا إعادة صياغتها وتوضيحها.

[12] هذه الجملة الأخيرة مع الآية غير موجودة في المخطوطات، وهي من طبعة القاهرة، لكنًّ معناها صحيح ودقيق لكونها تشير إلى أن الأمر واقع في تجدد الخلق مع الأنفاس.


a8AY8k2fguE

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!