موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

101 - شرح تجلي الدور

 

 


101 - متن تجلي الدور سألت : كيف تصح العبودية ؟ فقيل : بصحة التوحيد . قلت : وبماذا يصح التوحيد ؟ قيل : بصحة العبودية . قلتُ : أرى الأمر دورياً . قيل : فما كنت تظن ؟ قلت : دليلٌ ومدلولٌ . قال : ليس الأمر كذلك : لا دليل ولا مدلول . قلت : من شأن العبد أن يفعل ما يؤمر به . قيل : بل من شأن العبد أن يسمع ما يفعل به .

101 - إملاء ابن سودكين :
 « ومن تجلي الدور، وهذا نصه : ( (سألت : كيف تصح العبودية .. أن يسمع ما يفعل به» .

قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :

سألت كيف تصح العبودية ؟

قيل : بالتوحيد، لأنه إن لم يفرد الواحد، لا يصح لي توحيد.

قلت : وبماذا يصح التوحید؟

قال : بوجود العبودية .

قلت : فأرى الأمر دوريا .

قال : ليس دورية إلا بهذا الترتيب الذي عبرت به عنه .

فعبارتك اقتضت ذلك، واشتراطك لهذا الشرط جعل الأمر دوريا.

وليس هو كذلك في نفس .

قيل فما تظن ؟

قلت : دليل ومدلول .

فقال : لا مدلول ولا دليل، أي لا تنظر نفسك من كونك دليلا، إذ لا بد بین الدليل والمدلول من مناسبة، ولا مناسبة .

فإذا نظرته بعينه غبت فيه وذهب رسمك . والحاصل أنه ليس في الوجود إلا واحد. قوله : "قلت: من شأن العبد أن يفعل م يؤمر به .

فقال : بل من شأن العبد أن يسمع ما يفعل به" .

أي : لا ينبغي أن ينسب الامتثال إليه في هذا المشهد، إذ لوثبت له ذلك لثبت له حول و قوة وإرادة وإذ اتصف بعلم ما يفعل به، ثبت له بذلك علمه بقيامه الآثار به، والحال أنه هو محل لها فقط، فبرئ من النفي والثبوت جميعا »

101 - شرح تجلي الدور

481 - اعلم أن التوحيد الذاتي الذي هو «إياه توحيده» ، لم يتوقف على الغير.

إذ لو كان متوقفة لكان حاصلا له بالغير.

وحيث هو تعالی علم نفسه بنفسه بنفسه في نفسه واحدة بوحدة ذاتية لا تقابله كثرة ؛ وحصول الغير وثبوته إنما هو باستلزام علمه بنفسه العلم بما سواه .

وهذا بالنسبة إلى الاعتبار الأول معقول ثان ؛ وهو واحد بالوحدة الذاتية باعتبار المعقول الأول، فعلى هذا لا يكون توحيده حاص" له بالغير.

فالتوحيد الحاصل للغير، فحصوله إما هو بالحق وإما بملاحظة الغير فالأول هو قول العارف : «التوحيد إفراد الواحد بالواحد» .

ولا يصح هذا التوحيد إلا أن يكون الحق عن كون العبد وعين سمعه وبصره . والثاني توحيد الألوهية . ولا يصح هذا التوحيد للغير إلا بصحة عبوديته .
فإن مطالعة انفراد الحق بالألوهية على قدر مطالعة انفراد الكون بالعبودية . فلا دور إلا باعتبار توقف شهود الغير انفراد الواحد بالألوهية؛ على شهود انفراد الغير بالعبودية، وبالعكس.
فإن نفس انفراد الواحد بالألوهية لا يتوقف على وجود عبودية الغير وصحتها.

482 - ولذلك قال : (سألت كيف تصح العبودية ؟ فقيل : بصحة التوحيد .

قلت : وبماذا يصح التوحيد ؟ قيل : بصحة العبودية . قلت : أرى الأمر دوريا . قيل : فما كنت تظن؟)

يقول : إن الدور إنما يستفاد من إفرادك الحق بالألوهية، بملاحظة إفرادك الكون بالعبودية ؛ وبالعكس .

على مهيع :  «من عرف نفسه فقد عرف ربه» . أي من عرف نفسه بالعبودية فقد عرف ربه بانفراده بالألوهية، ومن عرف ربه بالألوهية . عرف نفسه بالعبودية . (قلت : دليل ومدلول . قال : ليس الأمر كذلك. لا دليل ولا مدلول ) فإن انفراد الواحد بالألوهية، في نفس الأمر ليس بمدلول العبودية . إذ لابد بين الدليل والمدلول من مناسبة، ولا مناسبة .

فإنك إذا نظرت إليه في دلالتك عليه من حيث أنت كانت دلالتك ودلالة عبوديتك عليه كدلالة العدم على الوجود . وإن نظرت إليه بعينه في دلالتك عليه، ذهب رسمك وغبت عنك وعنه : فلا دلالة.

483 - ( قلت : من شأن العبد أن يفعل ما يؤمر به ) وهو مأمور بمعرفة التوحيد. لقوله تعالی : "فأعلم أنه لا إله إلا الله" [محمد : 19] تصحيح العبودية لقوله تعالی : "وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو " .

(قيل : بل من شأن العبد أن يسمع ما يفعل به) أي يسمع عند فتح الباب وخرق الحجاب صدى کلمة الحضرة لإيجاد فعله به .
أي فعل كان كتصحح التوحيد أو تصحح العبودية أو غير ذلك . والله أعلم.





 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!