موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف الغايات في شرح التجليات

للشيخ ابن سودكين النوري

71 - شرح تجلي النور الأبيض

 

 


71 – متن نص تجلي النور الأبيض:

دخلت في النور الأبيض خلف سرادق الغيب . فألقيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه على رأس الدرجة ناظراً إلى الغرب عليه حلة من الذهب البهى له شعاع يأخذ الأبصار قد اكتنفه النور ضارباً بذقنه نحو مقعده ساكناً لا يتكلم ولا يتحرك كأنه المبهوت . فناديته بمرتبتي ليعرفني . فإذا هو أعرف بي مني بنفسي فرفع رأسه إلي . قلت كيف الأمر ؟ . قال : هو ذا تنتظرني !!. قلت له : إن علياً رضي الله عنه قال كذا وكذا . قال : صدق علي وصدقت أنا وصدقت أنت . قلت : فما أفعل ؟! قال : ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : هو مقامك . قال : هو مقامه صلى الله عليه وسلم قد وهبه لك . قال : قد وهبته لك . قلت : هو بيدك . قال خذه فقد وهبته لك .

71 - إملاء ابن سودكين :

 «ومن تجلي النور الأبيض، وهذا نصه : دخلت في النور الأبيض.. فقد وهبته لك .

قال جامع هذا الشرح، نفعني الله تعالی به : سمعت سیدي وشيخي وإمامي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :

أما النور الأبيض، فإنه لما كان البياض يقبل كل لون دون غيره من الألوان، كان له الكمال .

إذ هو عبارة عن حالة تشمل شمولا كليا . وهو بالنسبة إلى سائر الألوان بمنزلة الجلالة في الأسماء، وبمنزلة الذات مع الصفات .

وقوله : خلف سرادق الغيب، أي وراء عالم العقل والإحساس والطبيعة . فتبقى اللطيفة ثمت تدرك ذاتها بذاتها، وتدرك المراتب بذاتها، وتباشر المعاني المجردة بذاتها . وهذا هو الطور الذي وراء العقل.

وقوله : ألفيته على رأس الدرجة، أي على آخر مقام وأول مقام .

وقوله : وجهه إلى الغرب، أي أن الغرب معدن الأسرار ولهذا كان الصديق قليل الرواية، لم يرد عنه كما ورد عن غيره من علم ومعرفة، حتى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لم يرد منه كثيرة، مع كونه كان اكثر الناس مجالسه له، صلى الله عليه وسلم ! فكان وجهه إلى الغرب لكون الشمس تغرب فتنطمس الأسرار.

وقوله : كان عليه حلة من الذهب الأبهى . لكون الذهب أكمل المعادن فتكون المناسبة سارية وتحصل مراتب الكمال في كل حضرة حتى في عالم الخيال الذي أقيمت فيه هذه المادة الخطابية.

وقوله : ضاربا بذقنه نحو الأرض، إشارة إلى التواضع وكونه لا يظهر عليه شيئا.

وقول الشيخ : ناديته بمرتبتي ليعرفني، من باب المراتب الإلهية فيعاملني بما تقتضيه المرتبة . ولو تعرفت إليه من حضرة أخرى، كالإنسانية أو غيرها، لعاملني بما تقتضيه الحضرة التي تعرفت إليه بها، خصوصا إذا كان العارف في مرتبة الكمالية .

وقول الشيخ : فإذا به أعرف بي مني، ففزت بحسن التاني مع معرفته .

فقلت له : كيف الأمر. فقال : هو ذا بنظري . أي هو عيني في هذا المقام .

قلت : إن عليا قال كذا وكذا، أي أثبت ونفی .

فقال : صدق علي وصدقت أنا في كوني أثبت ولم أنف . وقوله : خذ فقد وهبته لك.
قال الشيخ : وذلك أني كنت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد كساني حلة الخلافة .

فقلت في نفسي : لو كان الصديق حاضرا لكان أحق بها . فجئت إلى الصديق فقلت له بالأمر.

فقال : امض لما أعطاك . فقلت : هو لك .

فقال : قد وهبته لك. أي لو كان لي فيها حكم لکنت أهبه لك . وإنما حكمه لصاحب المقام، صلى الله عليه وسلم، وصاحبه بهبه لمن يشاء .

فلقيت عمر رضي الله تعالی عنه، فذكرت له ذلك. ففعل كما فعل أبو بكر رضي الله تعالی عنه، في التسليم. ثم إن عمر رضي الله تعالی عنه، ألحقني بالنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم» .

71 - شرح تجلي النور الأبيض

375 - (دخلت في النور الأبيض خلف سرادق الغيب) بتجرد ذاتي عن الزوائد اللاحقة بها في مراتب تطوراتها . فكنت أنطق بذاتي أسمع وأرى وأتعقل المعاني المجردة بها . وهذا هو الطور الذي وراء طور العقل .

( فألفيت أبا بكر الصديق) رضي الله عنه ( على رأس الدرجة ) أثبت قدس سره في هذا النور للاستعدادات الفائزة بمشاهدته درجات، وأومأ إلى أن الصديق الأكبر كان في أعلاها . وأعلاها، أولها لمن تنزل وآخرها لمن ترقی . (مستندا ناظرا إلى الغرب) أي إلى محل استار النور المشهود .

يشير إلى الهوية المطلقة الذاتية التي هي مغرب شموس الأنوار الأسمائية وتجلياتها . ( عليه حلة من الذهب الأبهى ) لتسري المناسبة الكمالية في سائر الأحوال والحضرات والأوضاع المعزوة إلى مقامه الكريم الذي أقيم له رضي الله عنه .

في الحضرة الخيالية : كالثوب السابغ عليه من أكمل المعادن أيضا، (له شعاع يأخذ الأبصار) ليشعر أنه في الأصل من معدن لا يدرك كنهه .

(قد اكتنفه النور ضاربا بذقنه نحو مقعده) ليشعر بكمال تواضعه لمن دونه في الرتبة، مع أن النور لا يطلب في ذاته إلا العلو.

(ساكنا لا يتحرك) فإنه فاز بالمطلوب الجم في مقامه الذي هو مركز فلك الصديقية، فلا محيد له عنه ولا انتقال، (ولا يتكلم، كأنه المبهوت) فإنه في مقامه دائم الشهود، والشهود إنما يعطي البهت والخرس.

فإن الكلام إنما يكون من وراء حجاب، ولا حجاب مع الشهود في مقام التجريد. وإنما قال : كالمبهوت، فإنه إذ ذاك في غاية الصحو، وحاله فيه إنما تعطي علم المفصل في المجمل فلا يذهل في بهتته عن دره.

ولذلك قال قدس سره :

377 - (فناديته بمرتبتي ليعرفني فإذا به أعرف بي مني بنفسي) فإنه قدس سره مم يشاهده الصديق في ذلك التفصيل كما ينبغي.

والنداء بالمرتبة إذا كانت علية لا يشوبه الدهشة كنداء شخص ذي مكانة لكفئه . (فرفع رأسه إلي قلت : كيف الأمر قال : هو ذا بنظري) على أحوال مشهودة مني : من السكون و البهت والخرس . فإن مقتضى هذا المشهود اضمحلال الرسوم.

ومحو الموهوم فيه .

( قلت له : إن عليا قال كذا و كذا ) أي نفي وأثبت . ( قال صدق علي وصدقت أنا وصدقت أنت ) فإن عليا نظر إلى وجود الخلق بالحق.

وظهور الحق بالخلق : فجمع في شهوده بين الكثرة والوحدة معا بلا مزاحمة . والصديق نظر إلى الحق بلا خلق .

وأما قوله : وصدقت أنت . فبكونه أعرف بالشيخ منه بنفسه . فعرف رضي الله عنه أنه قائل بالقولين .

378 - قال قدس سره : ( قلت فما أفعل ؟ قال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم) مشيرا إلى ما رآه قدس سره في بعض المشاهد.

وذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كساه حلة الخلافة .

فقال في نفسه إذ ذاك : لو كان الصديق حاضرا لكان أحق بها.
ولذلك قال قدس سره : (قلت) عند محاضرتي إياه (هو مقامك قال هو مقامه صلى الله عليه وسلم ) والحكم لصاحب المقام يهبه لمن يشاء قلت (قد وهبه لك قال وقد وهبته لك قلت هو بيدك ) الآن. وأنت في عالم لا يقتضي التصرف على مقتضى حكم الخلافة .

( قال ) : معي سر المقام وروح اختصاصه، ولي به في المشرب الأعذب السيادي . الآن الورد والصدر : ( خذه فقد وهبته لك )




 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!