موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الورع ** | ** تعريفه ومراتبه

الورع

تعريفه ومراتبه:

قال السيد الجرجاني رحمه الله تعالى: (هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات) (١).

وقال العلامة محمد بن علان الصدّيقي رحمه الله تعالى: (هو عند العلماء ترك ما لا بأس به حذرا مما به بأس) (٢).

وقال ابن عجيبة رحمه الله تعالى: (الورع كف النفس عن ارتكاب ما تكره عاقبته) (٣).

ولتوضيح معنى الورع نبين مراتبه التي يسعى طالب الكمال أن يتحقق بها.

فورع العوام: هو ترك الشبهات حتى لا يتردى في حمأة المخالفات، اتباع لإرشاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع

__________

(١) تعريفات السيد ص ١٧٠.

(٢) دليل الفالحين شرح رياض الصالحين ج ٥/ص ٢٦.

(٣) معراج التشوف ص ٧.

في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه ... (١).

وورع الخواص: ترك ما يكدر القلب ويجعله في قلق وظلمة. فأهل القلوب يتورعون عما يهجس في قلوبهم من الخواطر، وما يحيك في صدورهم من الوساوس؛ وقلوبهم الصافية أعظم منبه لهم حين يترددون في أمر أو يشكّون في حكم؛ كما أشار إلى ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقوله:

دع ما يريبك إلى ما لا يريبك (٢)، وبقوله: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطّلع عليه الناس (٣).

وفي هذا يقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى: (ما رأيت أسهل من الورع، م حاك في نفسك فاتركه) (٤).

وورع خاصة الخاصة: رفض التعلق بغير الله تعالى، وسدّ باب الطمع في غير الله تعالى، وعكوف الهمم على الله تعالى، وعدم الركون إلى شيء سواه، وهذا هو ورع العارفين الذين يرون أن كل ما يشغلك عن الله تعالى هو شؤم عليك.

قال الشبلي رحمه الله تعالى: (الورع أن تتورع عن كل ما سوى الله) (٥).

__________

(١) رواه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان، ومسلم في كتاب المساقاة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما.

(٢) رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة وقال: حديث حسن صحيح.

(٣) رواه مسلم في كتاب البر والصلة عن النواس بن سمعان رضي الله عنه. حاك: أي جال وتردد.

(٤) الرسالة القشيرية ص ٥٤.

(٥) الرسالة القشيرية ص ٥٤.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!