موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الشكر ** | ** تعريفه

الشكر

تعريفه:

أورد العلماء للشكر تعاريف كثيرة، وأهمها ما ورد عن بعضهم قوله: (الشكر: هو عكوف القلب على محبة المنعم، والجوارح على طاعته وجريان اللسان بذكره والثناء عليه) (١).

وقال ابن عجيبة رحمه الله تعالى: (هو فرح القلب بحصول النعمة، مع صرف الجوارح في طاعة المنعم، والاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع) (٢).

وقال السيد رحمه الله تعالى في تعريفاته: (الشكر: هو صرف العبد جميع م أنعم الله عليه من السمع والبصر وغيرهما إلى ما خلق لأجله) (٣).

وقال العلامة ابن علان الصديقي رحمه الله تعالى: (الشكر: الاعتراف بالنعمة، والقيام بالخدمة، فمن كثر ذلك منه سمي شكورا، ومن ثمّ قال سبحانه: {وقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ اَلشَّكُورُ (٤)} [سبأ: ١٣].

__________

(١) مدارج السالكين لابن القيم ج ٢. ص ١٣٦.

(٢) معراج التشوف لابن عجيبة ص ٧.

(٣) تعريفات السيد ص ٧٦.

(٤) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ج ٢، ص ٥٧.

ولا يخفى أن نعم الله تعالى على عباده أعظم من أن تحصى، وأكثر من أن تعد، قال الله تعالى: {وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الله لا تُحْصُوها}

[إبراهيم: ٣٤].

ويمكن تقسيم النعم إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

١ - دنيوية: كالصحة والعافية والمال الحلال ..

٢ - ودينية: كالعمل والعلم والتقوى والمعرفة بالله تعالى.

٣ - وأخروية: كالثواب على العمل الصالح القليل بالعطاء الجزيل.

وأجلّ النعم الدينية التي يتأكد الشكر عليها نعم الإسلام والإيمان والمعرفة بالله تعالى، ومن شكرها اعتقاد أنها منة من الله تعالى بلا واسطة ولا حول ولا قوة، قال الله تعالى: {ولكِنَّ الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: ٧]. وقال تعالى: {ولَوْ لا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ} [النور: ٢١].

وإن العبد المؤمن الذي يفكر في هذا الكون العظيم وما فيه من آيات الله الكبرى، يزداد اطلاعه على نعم الله تعالى عليه، مما يجعله أكثر شكرا لله، وأعظم له حبا.

ومن نعم الله تعالى على العبد نعم يسوقها له بواسطة عباد الله تعالى، كم أجرى إحسان الله إلينا على يد رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وكما ساق خيره لن بواسطة والدينا ومربّينا من المرشدين العارفين بالله تعالى. فعلى المؤمن أن يشكر الله تعالى لأنه المنعم الحقيقي الذي سخر الناس لجلب الخير إليه، قال تعالى: {وم بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله}

[النحل: ٥٣]

وعلى المؤمن أن يشكر أيضا من جعله الله تعالى سببا لنعمه، لذا قال



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!