المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب حقائق عن التصوف
للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي
أقسامه ** | ** 1 - أما شكر اللسان
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يشكر الله من لا يشكر الناس (١).
ولقد دعانا الله تعالى إلى شكره وشكر والدينا اللّذين جعلهما سببا في إيجادنا وسوق كثير من النعم إلينا بواسطتهما فقال: {أَنِ اُشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: ١٤].
وأيسر الشكرين شكر العباد، فمن ضيّع شكر العباد كان لشكر الله عز وجل أضيع.
أقسامه:
من تعاريف الشكر السابقة وغيرها يمكن القول بأن للشكر أقساما ثلاثة. شكر اللسان، وشكر الأركان، وشكر الجنان.
١ - أما شكر اللسان:
فهو التحديث بنعم الله تعالى، امتثالا لقوله تعالى {وأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: ١١].
وتطبيقا لقوله عليه الصلاة والسّلام: التحدث بنعمة الله شكر (٢).
__________
(١) أخرجه أبو داود في سننه في باب شكر المعروف عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال العلامة الخطابي رحمه الله تعالى في معالم السنن ج ٤ ص ١١٣، شارحا لهذ الحديث: (هذا الكلام يتأول على وجهين: أحدهما: أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس، وترك الشكر لمعروفهم كان من عادته كفران نعمة الله وترك الشكر له سبحانه. الوجه الآخر: أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد ل يشكر إحسان الناس، ويكفر معروفهم، لاتصال أحد الأمرين بالآخر).
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ج ٤ ص ٣٧٥.