موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


3 - وأما شكر الجنان

فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أ فلا أكون عبدا شكورا (١).

٣ - وأما شكر الجنان:

فهو أن تشهد أن كل نعمة بك أو بأحد من العباد هي من الله تعالى، قال تعالى: {وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله} [النحل: ٥٣]. فلا تحجبك رؤية النعم عن رؤية المنعم، وقد نبه الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى هذه الحقيقة حيث قال: من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته (٢).

وفي الآثار أن موسى عليه السّلام قال: (يا رب خلقت آدم بيدك، ونفخت فيه من روحك، وأسجدت له ملائكتك، وعلمته أسماء كل شيء، وفعلت، وفعلت، فكيف أطاق شكرك؟ قال الله عز وجل: علم أن ذلك مني، فكانت معرفته بذلك شكرا) (٣).

وعلى هذا فإن المؤمن يرى أن من نعم الله عليه أن وفّقه لشكره والثناء عليه، كما قال داود عليه السّلام: (يا رب كيف أشكرك وشكري نعمة عليّ من عندك تستوجب بها شكرا؟ قال: الآن شكرتني يا داود) (٤).

__________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق ومسلم في صحيحه في كتاب صفات المنافقين والترمذي في أبواب الصلاة.

(٢) رواه أبو داود في سننه في باب ما يقول إذا أصبح، والنسائي واللفظ له.

(٣) مدارج السالكين لابن القيم ج ٢. ص ١٣٧.

(٤) مدارج السالكين لابن القيم ج ٢. ص ١٣٧.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!