موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


2 - وأما شكر الأركان

وقيل: من كتم النعمة فقد كفرها، ومن أظهرها ونشرها فقد شكرها.

ولذلك كانت شخصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الشخصية المثالية في الشكر والحمد، ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم: عرض عليّ ربي، ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما، وقال: ثلاثا أو نحو هذا، فإذا جعت تضرعت إليك، وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك (١).

وكذلك رغّب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحمد. كما روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حدثهم: أن عبدا من عباد الله قال: ي رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، فعضّلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء فقالا: يا ربنا! إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ قال الله - وهو أعلم بما قال عبده -: ماذا قال عبدي؟ قالا: إنه قد قال: ي رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، ولعظيم سلطانك. فقال الله عز وجل لهما: اكتباه كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها (٢).

٢ - وأما شكر الأركان:

فهو العمل لله تعالى، قال تعالى مشيرا إلى أن الشكر هو العمل: {اعْمَلُو آلَ داوُدَ شُكْرًا} [سبأ: ١٣]. وقد أوضح ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمليا، حين كان يقوم الليل، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقوم من الليل حتى تنفطر قدماه،

__________

(١) رواه الترمذي في كتاب الزهد عن أبي أمامة رضي الله عنه وقال: حديث حسن.

(٢) رواه ابن ماجه في كتاب الأدب.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!